أعلن حزب العمال الكردستاني، صباح اليوم الاثنين، حلّ نفسه وإنهاء الصراع المسلّح مع تركيا، بناء على مقررات المؤتمر الذي عقده قبل أيام. وقالت وكالة مقربة من الحزب إنه أنجز مهمته التاريخية، على حد وصفها، مشيرة إلى الحزب "يرى أن الأحزاب السياسية الكردية ستضطلع بمسؤولياتها لتطوير الديمقراطية الكردية، وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية". وفي الوقت نفسه، نقلت عن الحزب تأكيده على أن العلاقات التركية الكردية بحاجة إلى إعادة صياغة، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وتأتي هذه التطورات بعد أفادت وكالة فرات للأنباء المقرّبة من الحزب، الجمعة، بأن الأخير عقد هذا الأسبوع "بنجاح"، مؤتمراً لحلّ نفسه. وجاء في بيان نشرته الوكالة "عُقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بنجاح في مناطق الدفاع المشروع في الفترة من 5 إلى 7 أيار (مايو) الجاري (...)، وانعقد بناءً على دعوة القائد عبد الله أوجلان"، ونتجت عن هذا المؤتمر، بحسب البيان، "قرارات ذات أهمية تاريخية (...) على أساس دعوة القائد" لنزع الحزب سلاحه وحلّ نفسه، ستُعلن "في المستقبل القريب جداً".
وكان أوجلان، مؤسّس الحزب، قد دعا في رسالة ألقتها باسمه النائبة في حزب "ديم" باريفان بولدان، في مؤتمر صحافي بإسطنبول في فبراير/ شباط الماضي، إلى حل الحزب، ومسلحي المجموعات إلى إلقاء السلاح، والانتقال إلى العمل السياسي. وجاء في رسالته: "كما يفعل كل مجتمع حديث وكل حزب لم يجرِ القضاء عليه قسراً، عليكم عقد مؤتمركم واتخاذ القرارات اللازمة للاندماج مع الدولة والمجتمع طواعية، يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه"، وختم رسالته بالقول: "أبعث بتحياتي إلى كل من يؤمن بالعيش المشترك ويستجيب لندائي".
واعتُقل أوجلان قبل 26 عاماً في العاصمة الكينية نيروبي عام 1999، ونُقل لاحقاً إلى تركيا في فترة حكم رئيس الوزراء بولنت أجويد، وأُعلن عن نقله إلى تركيا في 16 فبراير/ شباط، ليُحكم لاحقاً بالسجن المؤبد، ويودع في سجن خاص بجزيرة إمرلي. وشكّل أوجلان مع مجموعة من منابع الثوار الأكراد الثقافية (DDKO)، حزب العمال الكردستاني في سبعينيات القرن الماضي، من مجموعة من الطلاب، أجرت لقاءات مع البعثات الأجنبية في تركيا، ونفذت نشاطات في جنوب شرق البلاد قبيل فرار أوجلان إلى سورية في العام 1979، ما جعله يفلت من اعتقال منفذي انقلاب العام 1980. وتشتت حزب العمال الكردستاني وبات يعمل عن بعد، ليبدأ بالنشاط المسلح في العام 1984، ما ترك تأثيراً في الرأي العام، فيما استمرت العمليات العسكرية وصولاً لاعتقال أوجلان في العام 1999.
وأعلن الحزب وقف إطلاق النار بعد اعتقال أوجلان، لكن ذلك انتهى عام 2004 وعاد للعمل المسلح، وأطلقت الحكومة التركية عام 2012 حواراً سرياً مع الحزب في النرويج، وفي العام التالي أطلقت مرحلة السلام وشكلت لجنة الحكماء، لكن العمليات المسلحة تواصلت ودخلت مرحلة جديدة من الصراع تجاوزت الحدود كثيراً فشملت شمال سورية والعراق، فيما حققت القوات التركية نجاحات كبيرة، دون أن تؤدي للقضاء على الحزب.
(رويترز، العربي الجديد)
