حزب "ديم" الكردي يبدأ جولة لقاءات سياسية بعد دعوة أوجلان

منذ ١ أسبوع ١٧

بدأ حزب "ديم" الكردي المعارض في تركيا، اليوم الاثنين، جولة جديدة من اللقاءات مع الأحزاب السياسية، بعد أيام من إطلاق مؤسس "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان دعوته للحزب بحل نفسه وإلقاء السلاح. والتقى وفد رفيع من الحزب مع كل من "العمل" و"الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة)، وجرى بحث ملامح المراحل المقبلة بعد دعوة أوجلان غير المسبوقة في 27 فبراير/ شباط الماضي.

وزار الرئيسان المشتركان لحزب "ديم" تولاي حاتم أوغللاري وتونجر بقرهان مقر "الشعب الجمهوري" بأنقرة، وعقدا اجتماعاً استمر نحو ساعتين مع رئيسه أوزغور أوزال. وعقب اللقاء، قال أوزال خلال مؤتمر صحافي، إن حزبه يدعم المرحلة الحالية إن كانت ستحقق "تخلي الكردستاني عن الصراع، وإلقاء السلاح وحل نفسه، وإذا لم تعد هناك أم تبكي، وإذا لم يسقط مزيد من الشهداء، وإذا لم تعد أمهات الأتراك والأكراد يبكين (..) فإن واجب الشعب هو المساهمة في هذه العملية".

ووجه أوزال دعوته مجدداً إلى البرلمان ليكون سقف أي حلول وخطوات مستقبلية، قائلاً "سنبذل جهودنا لحل القضية الكردية، نحن نعمل على حزمة ديمقراطية لا تنكر أو تستبعد القضية الكردية، بل على العكس تتضمنها وستحلها، وسنقوم بمشاركة هذا مع الجمهور ومحاورينا في الفترة المقبلة". وأكد أنه "من الضروري أن نتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي"، معتبراً "البحث عن حلول خارج البرلمان لن يكون بحثاً صحيحاً".

الرئيسة المشاركة للحزب الكردي تولاي حاتم أوغللاري كشفت من جانبها أنهم سيواصلون اجتماعاتهم طيلة شهر مارس/آذار الجاري لمناقشة دعوة أوجلان مع باقي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وأوضحت "منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جرت عمليات حوار مختلفة بشأن حل القضية الكردية ونزع سلاح حزب العمال الكردستاني، وهو ما عبر عنه السيد دولت باهتشلي مراراً وتكراراً في اجتماعات المجموعة".

وكانت الصفحة الجديدة في تركيا قد انطلقت في أكتوبر الماضي بمبادرة من زعيم "الحركة القومية" دولت باهتشلي، وهو حليف الرئيس رجب طيب أردوغان، بمصافحة نواب حزب "ديم"، ما فتح الأبواب أمام تطبيع العلاقات بينهما. أتبعها باهتشلي في الـ22 من الشهر نفسه بدعوة وجّهها إلى أوجلان لإعلان حل "العمال الكردستاني" وترك سلاحه مقابل الاستفادة من العفو، ومن ثم طالب حزب "ديم" بلقاء أوجلان في محبسه، ليتمكن بعد سلسلة لقاءات من إقناعه بإطلاق دعوته.

وأكملت أوغللاري: "جرى فتح صفحة جديدة تماماً في عمليات الحوار هذه، وتكللت بالدعوة التي أطلقها أوجلان وتضمنت حل القضية الكردية على أساس قانوني وسياسي وديمقراطي خال من الصراع والعنف". وأوضحت أن الحزب الكردي سيجري لقاء مع حزب "الحركة القومية" وزعيمه باهتشلي في 17 من الشهر الجاري.

وتلقى حزب ديم سؤالاً حول شمولية "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) و"وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية لدعوة أوجلان، ليجيب عنها الرئيس المشترك بقرهان بالقول: "حكمت قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب الشعوب والأديان الأخرى منذ ما يقرب من 12 عاماً، ولذلك فإن حزب ديم ليس لديه ما يقوله بشأن إلقاء قسد سلاحها". وأكمل "من خلال البيان يمكننا أن نرى بوضوح من تشمله الدعوة، ومن الأفضل أن نناقش ونركز على عملية من شأنها القضاء على خمسين عاماً من الأسلحة والصراعات، قوات سوريا الديمقراطية تتخذ القرارات بشأن نفسها، وليس من حقنا أن نقول أي شيء هي تقيم نفسها بشكل مستقل".

وفي وقت سابق من اليوم، التقى وفد الحزب الكردي مع حزب "العمل" في البرلمان، وأجريا لقاء مع رئيس الحزب سيد أصلان. ومن المقرر أن تتواصل اللقاءات خلال الأيام المقبلة، حيث أفادت وسائل إعلام عن لقاء مع حزب "العدالة والتنمية" في 17 الجاري أيضاً، بعد أن تسارعت الأحداث منذ أكتوبر الماضي. وأعلن "حزب العمال الكردستاني"، بداية الشهر الجاري، الامتثال لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان بالتخلي عن السلاح، وإعلان وقف فوري لإطلاق النار.

قراءة المقال بالكامل