حملة في مدارس الجزائر للتوعية بمخاطر "الإدمان على الشاشات"

منذ ٢ شهور ١٥

أعلنت السلطات الجزائرية حملة في المدارس والمؤسسات التعليمية، لرفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة بالإدمان على الهاتف والشاشات، والمخاطر المتعلقة باستعمال الوسائط الاجتماعية، بعد تفاقم ظاهرة الإدمان على الهواتف والشاشات والألعاب، وشكاوى العائلات من إدمان أطفالهم عليها وتأثيرها السلبي على التحصيل الدراسي للتلاميذ.

وابتداء من اليوم، أطلقت وزارة التربية الجزائرية حملة وقائية، تتضمن إقامة ورشات توعوية حول علامات الإدمان على الشاشات والمشاكل الصحية والعقلية والبدنية المرتبطة به، في المدارس والمؤسسات التعليمية لا سيّما مؤسسات التعليم المتوسط، إلى جانب إقامة معارض حول الموضوع، تنظّمها نوادي الصحة في المؤسسات التعليمية، تحت شعار "الإنترنت بحر واسع، فلنساعد أبناءنا على الإبحار فيه بأمان"، بهدف رفع مستوى الوعي لدى التلاميذ حول المخاطر المرتبطة بالاستخدام السيئ للشاشات والإدمان عليها، وتعزيز نمط حياة أكثر توازناً، وعرض التدابير الوقائية من إدمان الشاشات.


تأتي الحملة في إطار الأسبوع المغاربي للصحة المدرسية والجامعية، الذي يمتد إلى غاية 30 إبريل/ نيسان 2025، وتهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي لدى تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط، وتشارك وزارة الصحة في الحملة عبر أطباء وفرق صحية لتوضيح مخاطر وتأثيرات الإدمان على الشاشات والهواتف على الصحة البدنية والعقلية والنفسية للتلاميذ، إذ سيزور مسؤول وحدات الكشف والمتابعة كل مؤسسات التعليم المتوسط في الفترة المخصصة لهذه الحملة، لتقديم مداخلات وتنبيه التلاميذ حول المخاطر المرتبطة بالاستخدام السيئ للإنترنت، والآثار السلبية للإفراط في استخدام الشاشات والإدمان عليها، إضافة إلى تعزيز سلوك صحي يضمن سلامتهم الجسدية والعقلية والنفسية.

وفي وقت سابق، حذّر خبراء في مجال التربية وعلم النفس في الجزائر من تداعيات ظاهرة إدمان التلاميذ والأطفال على الشاشات، وأثرها على الصحة ومستويات التعلُّم، وأكدوا أنّ هناك سلوكات غريبة يتعلّمها الطفل من تعرضه الكثير للسوشيال ميديا لأنه يشاهد دون رقابة خاصة مع سنّ النمو، فيتعلم الغضب والعدوانية وربما يصبح مع مرور الوقت فاقداً لقدراته العقلية والذهنية، مع الإصابة بخلل في النظر وأمراض العيون وخلل على مستوى الدماغ وتأخّر في الفهم والاستيعاب.


وتَعتبر أستاذة علم النفس السلوكي بجامعة باتنة، شرقي الجزائر فاطمة الزهراء عرايبي، أن الحملة تأتي مع تزايد ظاهرة إدمان الأطفال على الشاشات المختلفة، وقالت لـ"العربي الجديد"، إنّ "إدمان التلاميذ والأطفال  للشاشات يؤثر سلبياً على النمو الجسماني والعاطفي والاجتماعي للأطفال، ويُنقص من اكتسابهم لمهارات التواصل مع الآخر والتفاعل مع مستجدات الحياة، كما تتشكل إثر ذلك حالة انغماس يعيشها الفرد عموماً وليس الأطفال فقط".

وتضيف أنّ "الكثير من المحتويات التي يتعرض لها الأفراد في اليوم عبارة عن نفث سموم للدماغ مباشرة تعطّل السلوكيات، وهو ما صار يعرف بالتبلّد الاجتماعي والعاطفي، أي أنّ الفرد يصبح بدون مشاعر محدّدة لأنه يتعرض في الدقيقة الواحدة لأحداث محزنة ومفرحة ومؤسفة ومحبطة في الآن نفسه، وكل المواد الإلكترونية تجعل من الأطفال حالات وجب علاجها، إذ إنّ البعد عن الواقع يخلق ما يعرف بالتوحّد الاجتماعي، والعزلة الاجتماعية وصعوبة الانسجام مع المجموعة، وفي المحصلة نحن أمام ظاهرة سجن إلكتروني".

وبات موضوع إدمان الأطفال على الشاشات موضع قلق بالنسبة للسلطات الجزائرية، ففي العاشر من فبراير الجاري، أطلق قطاع البريد والاتصالات حملة تحسيسية (توعوية) تستهدف العائلات، للتوعية بمخاطر إدمان الأطفال على الهواتف والإنترنت، كما عُقد الأسبوعَ الماضي مؤتمر علمي في جامعة وهران غربي الجزائر، تناول موضوع تعرض الأطفال المفرط إلى الشاشات، الذي بات آفة تهدد الصحة العقلية والنفسية والجسدية للأطفال، محذرين من العواقب الوخيمة لذلك.

وأشار المختصّ في علم الأوبئة بمستشفى وهران الدكتور بالطيب أرسلان، إلى أنّ "الأطفال الذين يتعرضون بإفراط للشاشات قبل الثالثة من أعمارهم، معرّضون إلى خطر عدم اكتساب المهارات اللازمة للتفاعل مع أسرهم ومن حولهم، إذ يكونون في وضعية الاستقبال المستمر مما يبرمجهم على الاستقبال دون أي ردة فعل".

قراءة المقال بالكامل