خاص| القاهرة تُقنع واشنطن بعدم واقعية نزع سلاح المقاومة

منذ ١٧ ساعات ١١

وسط مؤشرات إيجابية بشأن جولة المفاوضات التي تشهدها العاصمة القطرية الدوحة، حول استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، أن هناك اقتناعاً لدى الجانب الأميركي تولدت مؤخراً على ضوء الخطة التي قدمتها القاهرة واعتمدتها الجامعة العربية، خلال القمة الطارئة في الرابع من مارس/آذار، بعدم واقعية الأهداف الإسرائيلية المتعلقة بنزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، مع شروع الإدارة الأميركية في دراسة مجموعة من الحلول المطروحة ضمن التصور المصري في واقعيتها وتلبيتها لجانب كبير من المطالب والأهداف الإسرائيلية من جهة، ومراعاة خصوصية الوضع في القطاع من جهة أخرى.

وبحسب مصدر مصري، فإن القاهرة أبلغت الجانب الأميركي مؤخرا بأنه من غير الواقعي أو المنطقي إلزام الوسطاء، أو الأطراف العربية بتحقيق ما فشلت فيه إسرائيل خلال العمليات العسكرية التي استمرت على مدار 15 شهراً، في ظل إمكانيات عسكرية بلا سقف، مشدداً على استحالة تنفيذ الهدف الإسرائيلي بالصيغة والتصور الذي تطرحه تل أبيب. وأوضح المصدر المصري، أنه في المقابل، ارتفعت نسب تقبل الجانب الأميركي للتصور المصري المطروح بشأن إدارة القطاع خلال الفترة المقبلة وتنحية حركة حماس، عن صدارة المشهد سواء على مستوى الإدارة المدنية، أو الإدارة الأمنية للقطاع.

وبحسب المصدر نفسه، فإن القاهرة أطلعت الجانب الأميركي على تصور شامل، بشأن عمل اللجنة الإدارية المقترحة لتولي إدارة الشؤون المدنية بالقطاع، والتي ستتشكل من شخصيات غير فصائلية، وليست لها أي انتماءات وولاءات لأي من الفصائل. كما أطلعت القاهرة الجانب الأميركي، على ما تم التوصل له مع قيادة حركة حماس خلال المفاوضات الأخيرة، والتي اقتنع خلالها المسؤولون بالحركة بضرورة أن تشمل موافقة الحركة على السماح بعمل اللجنة الإدارية المؤقتة، الجوانب الأمنية أيضاً ورفع يد الحركة عن قوات الشرطة وعناصرها بالقطاع، حيث تتولي مصر والأردن في الوقت الراهن تدريب عدد من الكوادر الشرطية، الذين سيمثلون الهيكل الإداري الأعلى لجهاز الشرطة بالقطاع وذلك كخطوة أولية ضمن جهود بناء جهاز شرطي غير فصائلي.

ووفقا للمصدر، فإن التصور الخاص باللجنة، وكذلك الشرطة، يلبي إلى حد بعيد الأهداف المعلنة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بالشكل الذي يمكن معه تسويقه لهذا التصور لدى ائتلافه الحكومي، ومن ثم التقدم في المفاوضات الخاصة بالمرحلة الانتقالية لوقف إطلاق النار. كما كشف المصدر أن تحولاً آخر جرى في الموقف الأميركي، لافتاً إلى أن الدوائر الأميركية ذات الصلة بمفاوضات غزة، بدأت مؤخراً في دراسة المقترح الذي طرحته حركة حماس بعقد هدنة طويلة المدى، كمخرج يلبي أهداف كافة الأطراف، بحيث تصل الحركة من خلاله لإنهاء الحرب الحالية، فيما يسمح لنتنياهو، بتجاوز الضغوط الداخلية عليه، والمطالب الرافضة لإنهاء الحرب بشكل كامل.

وقال الناطق باسم حركة حماس جهاد طه، إن الحركة تثمن وتقدر الجهود والمساعي التي يقوم بها الوسطاء وهي تؤكد على ضرورة التزام الاحتلال بالانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق ووقف سياسية المماطلة والتهرب من تنفيذ ما تمر التوافق عليه. وأضاف طه، في تصريح خاص لـ "العربي الجديد"، أن حركة حماس ملتزمة بالاتفاق وتنفيذه ومنفتحة على كافة القضايا التي تخدم شعبنا وحقوقه. وعبر عن تأمل الحركة أن تخدم مخرجات المفاوضات في القاهرة والدوحة تنفيذ الاتفاق وتلزم الاحتلال بما يتم التوافق عليه ، ورفع الحصار الذي يفرضه على قطاع غزة ويمنع من خلاله ادخال القوافل الاغاثية مما يفاقم الوضع الانساني والاجتماعي لشعبنا.

وشدد على أن ثوابت حماس في المفاوضات تتمثل في ضرورة الانسحاب ووقف لإطلاق النار والعمل لإعادة الإعمار ومعالجة أثار العدوان الذي تسبب بكارثة إنسانية واجتماعية نتيجة ممارسة الاحتلال لجرائمه ومجازره المتواصلة بحق شعبنا خاصةً في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار مطبق. وتشهد القاهرة والدوحة منذ عدة أيام لقاءات سياسية وتفاوضية بحضور مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بهدف ضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

قراءة المقال بالكامل