خبيران: شراكة قطر والولايات المتحدة في قطاع الطاقة تعزز استقرار الأسواق العالمية

منذ ٤ ساعات ٩

يعكس التعاون القائم بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية في قطاع الطاقة، شراكة استراتيجية تشمل مجالات حيوية تمتد من الغاز الطبيعي المسال والبتروكيماويات إلى الأمن الطاقي والتقنيات النظيفة.
وفي هذا الصدد وصف خبيران في مجال الطاقة في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ هذه الشراكة بأنها "نموذج يحتذى بين دولتين مؤثرتين في أسواق الطاقة العالمية"، مؤكدين أن هذا التعاون الثنائي أسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن الطاقي العالمي من خلال تبادل الخبرات، وتطوير مشروعات الغاز الطبيعي المسال، فضلا عن الاستثمار في الطاقة المستدامة.
وأشار الخبيران إلى أن هذه العلاقة تستند إلى المصالح المشتركة في ضمان استقرار الأسواق، وتعزيز الابتكار، وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، مما يجعل التعاون في قطاع الطاقة ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي هذا السياق، أكد السيد فهد المهندي، مدير عام شركة الكهرباء والماء القطرية وعضو مجلس إدارة قطر للطاقة السابق، في تصريح لـ/قنا/ على الدور المحوري الذي تقوم به كل من دولة قطر والولايات المتحدة في ضمان أمن واستقرار إمدادات الطاقة عالميا، حيث تعدان من كبار منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم، مضيفا أن هناك تعاونا استراتيجيا في إدارة الغاز المسال على مستوى الأسواق العالمية.
وسلط المهندي الضوء على الشراكة التي تجمع بين البلدين في مجال الطاقة، مشيرا إلى مشروع "غولدن باس" الذي سيدخل طور الإنتاج قريبا، مما سيسهم في خلق فرص عمل وتعزيز نمو الإنتاج، وبالتالي دعم التنمية الاقتصادية.
وقال المهندي: إن الشراكة القطرية-الأمريكية في مجال الطاقة ستعزز بشكل كبير من استقرار الأسواق العالمية، فضلا عن تحقيق المصالح المشتركة بين الطرفين، مؤكدا أن التعاون والتنسيق بين منتجي الغاز والمصدرين، وبالأخص بين قطر والولايات المتحدة، سيكون له تأثير إيجابي على استقرار أسواق الغاز الطبيعي المسال، لا سيما في أسواق آسيا وأوروبا.
وتسعى دولة قطر إلى توسيع طاقتها الإنتاجية لتصل إلى 142 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، مما قد يتيح لها حصة تقارب 25 بالمئة من السوق العالمي للغاز الطبيعي.

  وبدوره وصف المهندس ناصر جهام الكواري الخبير في مجال النفط والغاز الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة قطر للكيماويات كيوكم وشركة قطر للإضافات البترولية كافاك، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية قنا العلاقات القطرية الأمريكية في قطاع الطاقة بأنها "شراكة استراتيجية، خاصة في مجالات الغاز الطبيعي المسال والبتروكيماويات".
وأضاف الكواري في هذا الصدد: لقد ترسخت العلاقات القطرية الأمريكية في قطاع الطاقة على مدار عقود، مما جعلها شراكة استراتيجية ثابتة، لا سيما في مجالات الغاز الطبيعي المسال والبتروكيماويات، وقد أسهم هذا التعاون في تعزيز مكانة قطر كدولة رائدة عالميا في تصدير الطاقة، كما دعم في الوقت ذاته أمن الطاقة في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة يعود إلى أوائل التسعينيات عندما دخلت شركة إكسون موبيل الأمريكية في شراكة مع قطر للطاقة لتطوير حقل الشمال، وهو أكبر حقل غاز "غير مصاحب" في العالم موضحا أن هذا التعاون أسفر عن إنشاء بنية تحتية متطورة لصناعة الغاز الطبيعي المسال، مما مكن قطر من إعتلاء قائمة الدول المصدرة لهذا المورد الحيوي.
ولفت المهندس ناصر جهام الكواري إلى أن التعاون بين قطر والولايات المتحدة شمل أيضا قطاع البتروكيماويات، معتبرا هذه الشراكة بأنها متميزة وفاعلة.
وأوضح أنه في عام 2001 أصبحت شركة شيفرون فيليبس كيميكال شريكا رئيسيا في شركة قطر للكيماويات كيو-كيم بحصة تبلغ نسبة 49 بالمئة، وقد بدأ تشغيل مجمع كيو-كيم في مدينة مسيعيد عام 2003، تبعه إطلاق كيو-كيم 2 في عام 2005.
وفي سياق التوسع في هذا المجال، أشار إلى أن قطر للطاقة وشيفرون فيليبس كيميكال أطلقتا في عام 2019 مشروعا بتروكيماويا ضخما على ساحل الخليج الأمريكي بقيمة 8 مليارات دولار، يضم وحدة لتكسير الإيثيلين بطاقة 2 مليون طن سنويا، إلى جانب وحدتين لإنتاج البولي إيثيلين عالي الكثافة بطاقة مليون طن لكل منهما، ما يعكس مستوى الاستثمار المتبادل والتكامل الصناعي بين البلدين.
وسلط الضوء أيضا على عدد من المبادرات الحديثة في مسار التعاون الثنائي في مجال الطاقة، لافتا إلى أن قطر للطاقة وشركة شيفرون فيليبس كيميكال بدأتا في عام 2024، في إنشاء مجمع بتروكيماوي ضخم في مدينة راس لفان الصناعية، ومن المتوقع أن يعزز هذا المشروع القدرة الإنتاجية للبتروكيماويات في قطر لتصل إلى نحو 14 مليون طن متري سنويا بحلول عام 2026.
ونوه في هذا السياق إلى مشروع غولدن باس في سابين باس، تكساس، كمحور مهم في الشراكة وهو مشروع مشترك بين قطر للطاقة (70 بالمئة) وإكسون موبيل (30 بالمئة)، أطلق عام 2019، ويهدف لإضافة قدرات تسييل وتصدير بطاقة تتجاوز 18 مليون طن متري سنويا، ومن المتوقع بدء الإنتاج في أواخر عام 2025.
وأكد المهندس ناصر جهام الكواري في ختام تصريحاته لـقنا، أن هذه المشاريع تجسد العلاقات الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية في قطاع الطاقة، فيما تعكس مختلف المبادرات المشتركة عمق التعاون بين البلدين، والمبنية على الاستثمارات المشتركة، والنمو الصناعي، ورؤية موحدة لأمن الطاقة العالمي.
وتمثل الشراكة الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة في قطاع الطاقة نموذجا للتعاون الدولي المثمر، مما يعزز أمن الطاقة العالمي ويدعم التحول نحو مصادر طاقة نظيفة، ويسهم في استقرار الاقتصادين القطري والأمريكي، فضلا عن مواجهة التحديات العالمية في هذا القطاع الحيوي.

قراءة المقال بالكامل