خطة الإنقاذ.. القصة الكاملة لمدرسة "لم ينجح أحد" في إعدادية بني سويف

محافظات - مصراوي:

شهدت محافظة بني سويف، حالة من الدهشة والصدمة عقب إعلان نتائج الشهادة الإعدادية لهذا العام، بعدما كشفت النتائج عن واقعة غير مسبوقة، تمثلت في رسوب جماعي لطلاب مدرسة عزبة حميدة أبو الحسن الإعدادية التابعة لمركز الواسطى، باستثناء طالبة واحدة فقط، ورافقت هذه الواقعة نسب نجاح متدنية بشكل لافت في مدارس أخرى، مما دفع بمديرية التربية والتعليم للتحرك العاجل لوضع "برنامج علاجي" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل امتحانات الدور الثاني.

البداية كانت الأسبوع الماضي، عندما كشفت نتائج الشهادة الإعدادية في بني سويف عن رسوب جميع طلاب مدرسة عزبة حميدة أبو الحسن للتعليم الأساسي، باستثناء الطالبة "مي سعيد فوزي" التي حصلت على مجموع 157.5 درجة.

المدرسة التي تضم فصلًا واحدًا للصف الثالث الإعدادي يبلغ عدد طلابه 60 طالبًا، تغيّب منهم 14 عن أداء الامتحانات، وحضر 46 طالبًا لم ينجح منهم أحد سوى "مي".

"كنت بحضر لوحدي أغلب الأيام، ومكنتش بغيب، والمدرسين كانوا بيشرحوا كويس لما التلاميذ يحضروا".. بهذه الكلمات البسيطة، لخصت "مي سعيد فوزي" سر نجاحها كـ"ناجية وحيدة" في مدرستها.

وأوضحت مي أن مدرستها تقع في قرية مجاورة لقريتها، وأنها كانت تحرص على استقلال المواصلات يوميًا للحضور المنتظم، على عكس زملائها.

وحصلت مي على 76.5 درجة في الفصل الدراسي الأول، و81 درجة في الفصل الثاني، ليكون مجموعها الكلي 157.5 درجة، ورغم نجاحها، أعربت عن شكوكها في بعض درجات المواد، مشيرة إلى خوفها من عمل تظلم بعد تجربة زميلة لها نقصت درجاتها.

من جانبها، أوضحت أمل الهواري، وكيل وزارة التربية والتعليم ببني سويف، أن هذه النسبة غير المسبوقة في الرسوب تعود بالأساس إلى عزوف عدد كبير من الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة طوال العام الدراسي، وذكرت أن هذا الغياب التام أثر بشكل مباشر على مستواهم العلمي، وأدى إلى إخفاقهم في امتحانات آخر العام.

ولم تكن مدرسة "حميدة أبو الحسن" الوحيدة التي تعاني، فالنتائج كشفت أيضاً عن نجاح 3 طلاب فقط بمدرسة أبو شراقي للتعليم الأساسي بمركز الفشن، و 9 طلاب بعزبة نصير للتعليم الأساسي بمركز سمسطا جنوب بني سويف، مما يشير إلى وجود مشكلة أوسع نطاقاً.

وأمام هذه النتائج، قررت مديرية التعليم، تشكيل لجنة فنية عاجلة من موجهي المواد الأساسية لمتابعة المدرسة ميدانيًا، وتقييم مستوى الأداء التعليمي بها، والوقوف على الأسباب الجذرية لتدني نسب النجاح.