قرّرت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، اليوم الأحد، تجديد حبس الصحافي أحمد سراج لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وذلك بسبب إجرائه حوار فيديو مع ندى مغيث زوجة الرسام المحبوس احتياطياً أشرف عمر، حول ملابسات اعتقال زوجها وتعذيبه وانتهاكات ومخالفات أمنية وقانونية تعرض لها من قبل النيابة العامة. وحضر جلسة التحقيق اليوم المحامي الحقوقي ناصر أمين، بصفته الوكيل القانوني عن أحمد سراج، والذي قال لـ"العربي الجديد" إن جلسة اليوم هي أول جلسة للنظر في تجديد الحبس أمام نيابة أمن الدولة، وطلب في البداية من النيابة إحضار موكله منفرداً عبر مكالمة فيديو، ليظهر على الشاشة من مقر اعتقاله في سجن العاشر 6، وبالفعل أُحضر وجرى الاطمئنان عليه في بداية الجلسة.
رفض لإخلاء سبيل أحمد سراج
وأضاف أمين أنه قدّم دفوعه القانونية التي طالب فيها بإخلاء سبيل موكله وفي مقدمتها انتفاء مبررات الحبس الاحتياطي، كون موكله شاعرا وإعلاميا معروفا ولا يخشى عليه من الهرب أو العبث بأدلة القضية، خاصةً وأنه لا يوجد في الأساس أي أدلة كافية في القضية، كما طلب تطبيق العدالة في المراكز القانونية على جميع المتهمين في هذه القضية، مثل ندى مغيث التي أُخلي سبيلها بكفالة مالية.
من قمع التعبير إلى قمع السؤال
وتابع أمين أن موكله لم يدلِ بأي معلومات في القضية، بل فقط كان يسأل ويستفسر من ضيفته في الحلقة التي كانت هي من تدلي، وبالتالي فهو أولى بإخلاء سبيله بكفالة مالية، إذ كان دوره أنه يسأل فقط، مشدداً على أن هذه القضية هي نقطة تحول في حرية الرأي والتعبير في مصر، إذ "الآن وصلنا إلى مستوى من الدرك الأسفل لمستوى الحريات فأصبحنا نطالب بحرية السؤال والاستفسار وليس حرية الرأي والتعبير".
وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد حقّقت مع ندى مغيث، وقرّرت إخلاء سبيلها بكفالة مالية قدرها خمسة آلاف جنيه (نحو 100 دولار أميركي) على ذمة التحقيقات التي تجري معها بسبب حوار الفيديو، بعد أن وجّهت إليها اتهامات بنشر أخبار ومعلومات كاذبة عن اعتقال زوجها وظروف وملابسات الاعتقال، وتوجيه اتهامات من دون دليل ضد السلطات الأمنية والقضائية، بينما قرّرت حبس مجري الحوار أحمد سراج لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بعد أن وجهت له اتهامات "الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها، ونشر أخبار وبيانات كاذبة، والإساءة لمؤسسات الدولة التنفيذية والقضائية، وممارسة مهنة بدون تصريح عبر موقع غير حاصل على تصريح المجلس الأعلى للصحافة"، وهي ذات الاتهامات المجدد حبسه اليوم بسببها.
وقالت مغيث في التحقيقات إن هناك مقاطع فيديو للحظة اعتقال زوجها من مقر سكنهما من قبل السلطات الأمنية، سجلتها كاميرات المراقبة في العقار الذي يقطنان فيه، وهي تظهر اعتقال زوجها وتعرّضه للإهانات والتعدي عليه بالضرب والسباب والإهانة وانتهاكات عدة، وصادرتها السلطات الأمنية، بالإضافة إلى تعنّت جهات التحقيق مع زوجها في تلقي أدلة تفيد ببراءته من الاتهامات الموجهة له، وتجديد حبسه من دون تحقيقات.
وظهرت بمقر نيابة أمن الدولة العليا، بتاريخ 16 يناير/كانون الأول 2025، زوجة أشرف عمر، والصحافي أحمد سراج، وذلك بعد اعتقالهما على خلفية حوار الفيديو، الذي نُشر على منصة "ذات مصر". واعتُقل الصحافي من مقر منصة ذات مصر ظهر الأربعاء 15 يناير/كانون الأول 2025، بينما جرى اعتقال ندى مغيث زوجة الرسام أشرف عمر من مقر سكنها في الثامنة من صباح الخميس 16 يناير/كانون الأول 2025، وجرت إجراءات القبض من خلال قوة أمنية أخبرتهما بأنهما مطلوبان بنيابة أمن الدولة العليا.
