تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية بشكل حاد في تداولات ما قبل فتح السوق الرسمية، حيث أثارت شركة ديبسيك DeepSeek الصينية الناشئة مخاوف بشأن التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتفوق الولايات المتحدة في هذا القطاع، ما أدى إلى موجة بيع عالمية لأسهم شركات التكنولوجيا.
وتراجعت أسهم شركة تصميم الشرائح إنفيديا بنسبة 11.8% عند الساعة 07:05 صباحًا بالتوقيت الشرقي قبل افتتاح السوق. كذلك هبطت أسهم الشركات الهولندية لصناعة الشرائح "ASML" و"ASM International" بنسبة 8.9% و13.6% على التوالي خلال التداولات الأوروبية، بينما شهدت الأسهم المرتبطة بالشرائح في اليابان انخفاضات واسعة في الأسواق الآسيوية. وفقدت أسهم غوغل مايكروسوفت وأمازون نحو 4% من قيمتها.
وأطلقت شركة ديبسيك نموذجًا لغويًا مفتوح المصدر في أواخر ديسمبر/كانون الأول، مدعيةً أنه طُوِّر في غضون شهرين فقط بتكلفة تقلّ عن 6 ملايين دولار، وهو ما يُعد تكلفة أقل بكثير مقارنةً بالنماذج المطورة في الغرب. وفي الأسبوع الماضي، أطلقت الشركة نموذجًا للتفكير المنطقي يقال إنه تفوق أيضًا على أحدث إصدارات "OpenAI" في العديد من الاختبارات التي أجرتها جهات مستقلة.
وصرّح سريني باجوري، محلل أشباه الموصلات في بنك الاستثمار رايموند جيمس، في مذكرة يوم الاثنين، قائلاً: "من الواضح أن شركة ديبسيك لا تمتلك الموارد الحاسوبية نفسها التي تمتلكها الشركات الأميركية الكبرى، لكنها تمكنت بطريقة ما من تطوير نموذج يبدو تنافسيًا للغاية".
وأضاف أن أحد الجوانب الإيجابية، هو أن ديبسيك يمكن أن "تعزز الشعور بالإلحاح بين الشركات الأميركية الكبرى، مثل أمازون ومايكروسوفت، لاستغلال ميزة وصولها إلى وحدات معالجة الرسومات (GPUs) للتميز عن الخيارات الأرخص. وتُعد وحدات معالجة الرسومات جزءًا أساسيًا من البنية التحتية المطلوبة لتدريب النماذج الضخمة للذكاء الاصطناعي، حيث تتصدر إنفيديا السوق في هذا المجال.
وذكر محللو سيتي غروب أن نموذج اللغة الكبير الذي طورته ديبسيك أثار "استفسارات المستثمرين حول تكلفة الحوسبة". وأضافوا: "في حين أن الهيمنة التي تتمتع بها الشركات الأميركية في أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدمًا قد تكون مهددة بشكل محتمل، فإن وصول هذه الشركات إلى الشرائح المتقدمة يمثل ميزة كبيرة". وأكدوا أنه "لذلك، لا نتوقع أن تتخلى الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي عن وحدات معالجة الرسومات المتقدمة".
وأشاروا أيضًا إلى إعلان الرئيس دونالد ترامب مشروع "Stargate AI" بقيمة 500 مليار دولار، واصفين إياه بأنه "إشارة إلى الحاجة إلى الشرائح المتقدمة". وفي المقابل، أعرب محللو شركة إدارة الثروات بيرنشتاين عن شكوكهم بشأن ما إذا كانت أداة ديبسيك قد بُنيَت بالفعل بتكلفة تقلّ عن 6 ملايين دولار، مشيرين إلى أن هذا الرقم "لا يشمل جميع التكاليف الأخرى المرتبطة بالأبحاث السابقة والتجارب على البُنى الخوارزمية أو البيانات".
وأكدوا أن نماذج ديبسيك تبدو رائعة، لكنها "ليست معجزات"، واعتبروا أن الذعر بشأن "نهاية البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، كما نعرفها" مبالغ فيه.
