رئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية: تحديات خطرة تواجه مؤسسات حقوق الإنسان في العالم

منذ ١٨ ساعات ١٥

أكدت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية، رئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، خطورة التحديات التي تواجه المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم.
وقالت إن التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية أجرى استطلاعا للرأي العام الماضي، كشف عن تهديدات خطرة يتعرض لها المنتسبون لهذه المؤسسات، والمدافعون عن حقوق الإنسان.
وأضافت سعادتها، في كلمة خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بمكتب الأمم المتحدة في جنيف:" المؤسسات الوطنية أبلغت في الاستطلاع عن تعرض المدافعين عن حقوق الإنسان وموظفيها للعديد من الانتهاكات، منها الاعتقالات التعسفية، والاحتجاز والملاحقة القضائية، وحملات المضايقة والترهيب والتشويه، وعمليات اختطاف وتهديدات تمس سلامة الأفراد الجسدية، فضلا عن القيود المفروضة على حرية التعبير، وتقليص الميزانيات وفرض قوانين تقييدية، إضافة إلى تعرض هذه المؤسسات للترهيب والأعمال الانتقامية إثر تعاونها مع الأمم المتحدة، أو النظم الإقليمية لحقوق الإنسان".
وأشارت إلى أن تقرير التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بشأن الأعمال الانتقامية، يتضمن مجموعة من التوصيات لمواجهة هذه التهديدات، منها بناء قدرات منتسبي المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الممارسات الجيدة، وتشكيل شراكات استراتيجية مع شركاء حقوق الإنسان.
ودعت سعادتها للعمل على تفعيل السبل التي تمكن من تقديم الدعم والحماية لأعضاء المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان على مختلف المستويات، وقالت في هذا الصدد:" إن إرساء وتعميق الشراكات والتعاون دعما للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان أمر بالغ الأهمية، لا سيما في وقتنا الحالي فلا يمكن لهذه المؤسسات أن تكون فعالة في الدفاع عن حقوق الإنسان، إلا إذا كانت قوية ومدعومة ومصونة من أي تهديدات قد تمس استقلالها، وهو ما تعجز عن القيام به بمفردها".
وأوضحت أن التحالف العالمي وسع نطاق مشاركته مع هيئات الأمم المتحدة لدعم تنفيذ إعلان (كييف - كوبنهاغن) وتعزيز عمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان لمنع التعذيب وسوء المعاملة والتصدي لهما، وقد شمل ذلك عقد اجتماع مع لجنة مناهضة التعذيب واللجنة الفرعية المعنية بمنع التعذيب، وكذلك جرى عقد شراكة مع جمعية الوقاية من التعذيب لتنظيم سلسلة من الندوات عبر الإنترنت التي تمتد على ستة أجزاء، والتي بدأت في أكتوبر الماضي بمشاركة أكثر من 100 مشارك من المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جميع المناطق.
وشددت سعادة رئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، على أن الوقت قد حان لمواصلة الدعوة الصريحة إلى الحظر المطلق للتعذيب في جميع الأوقات والأماكن.
وحول حقوق المرأة وذوي الإعاقة قالت سعادتها:" على الرغم من بعض التقدم الملحوظ في العديد من المجالات، وبعد مرور 30 عاما على إعلان الالتزامات العالمية بشأن حقوق المرأة في (بكين)، لا تزال النساء يعانين من معدلات فقر أعلى من الرجال في معظم أنحاء العالم، كما أن العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الأسري، شائع بشكل صادم ومروع، ومع ذلك لا تزال العدالة والانتصاف للضحايا غير كافيين بشكل مؤسف، في تناقض صارخ مع الوعد القائل إن جميع البشر يولدون أحرارا ومتساوين".
وأشارت إلى أن المؤتمر السنوي للتحالف يشكل فرصة لمناقشة تجارب المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وتحديد الممارسات الجيدة، والاتفاق على بيان نتائج قوي للتوجه نحو مستقبل أفضل.
وأضافت:" بالمثل، لا يزال ذوو الإعاقة من بين أكثر الأشخاص تعرضا للتهميش والإقصاء في مجتمعاتنا، ورغم اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة منذ حوالي 20 عاما، إلا أنهم يكافحون تحيزا عميق الجذور وقوالب نمطية ضارة"، موضحة أن العديد من المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان قامت بإعطاء الأولوية للعمل على حقوق كل من المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة.
وتابعت:" إن المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان تعتبر الملاذ الآمن والمكان الوحيد للعديد من الناس، الذي يمكنهم اللجوء إليه للحصول على الدعم والحماية"، لافتة إلى أن التحالف العالمي يهدف إلى دعم المؤسسات الوطنية وتعزيزها وحمايتها حتى تتمكن من العمل بفعالية وفقا لمبادئ باريس، والمساهمة في جهود المناصرة العالمية الجماعية لحقوق الإنسان.
وأشارت سعادتها إلى أن الحروب والنزاعات تتسبب في آثار مدمرة عصية على الحصر والوصف لحياة المجتمعات والعائلات والأفراد، قائلة بهذا السياق:" إن الحروب تسلبهم الحقوق والحريات، كما تجردهم من الأمل، وهنا يأتي دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان لدعم الضحايا والدفاع عنهم ورصد الانتهاكات التي ترتكب بحقهم والإبلاغ عنها".
كما لفتت إلى أنه في بعض البلدان، يسعى القادة السياسيون إلى استغلال القلق والخوف المتفشي في المجتمعات، والذي غالبا ما يكون نابعا من انعدام الأمن الاقتصادي وارتفاع تكلفة السكن والصحة والتعليم، لتأجيج نيران الصراعات الداخلية وتأليب المجتمعات ضد بعضها البعض وزرع بذور الكراهية بين الناس.
وأوضحت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية، رئيس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أنه في مواجهة هذه التحديات، تقوم المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، بعمل مهم لمكافحة التحيز والتمييز والمعلومات المضللة، من خلال المناصرة والتثقيف القائمين على الأدلة، منوهة بالجهود الحثيثة التي تبذلها الشبكات الإقليمية للتحالف العالمي، لإنتاج موارد تلبي احتياجات وأولويات المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
 

قراءة المقال بالكامل