رئيس الكونغو الديمقراطية مخاطبا المجتمع الدولي: صمتكم وتقاعسكم إهانة

منذ ٢ شهور ٣٨

ندد رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي، أمس الأربعاء، بـ"تقاعس" المجتمع الدولي حيال سيطرة مقاتلين مدعومين من رواندا على مناطق في شرق البلاد، محذرا من خطر "تصعيد" إقليمي. وقال تشيسكيدي في خطاب بثه التلفزيون الرسمي "صمتكم وتقاعسكم (...) إهانة لجمهورية الكونغو الديمقراطية"، مضيفا أن تقدم المقاتلين المدعومين من رواندا قد يؤدي "مباشرة إلى تصعيد" في منطقة البحيرات العظمى. وأضاف أن جيشه ينفذ "ردا قويا ومنسقا ضد هؤلاء الارهابيين".

وسيطر متمردون مدعومون من رواندا على المزيد من البلدات في شرق الكونغو الديمقراطية، أمس الأربعاء، متجاوزين مدينة غوما الرئيسية في محاولة واضحة لتوسيع نفوذهم في المنطقة التي يمزقها الصراع. وتقدم المتمردون نحو وسط إقليم جنوب كيفو بعد سيطرتهم على عدة بلدات، من بينها كالونغو وموكوينغا، وفقا لزعيم محلي في المجتمع المدني وعامل إغاثة في المنطقة، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لعدم حصولهما على إذن بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق المنظمة إزاء التطورات الجارية، مشيرا إلى أنها تتخذ تدابير لحماية المدنيين وموظفي الأمم المتحدة. وأثار التقدم العسكري للمتمردين مخاوف من احتلال طويل الأمد، خاصة بعد إعلانهم عن خطط لإنشاء إدارة جديدة في غوما، المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن "استمرار القتال دون رادع قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع... مما يعيد إلى الأذهان الفظائع التي حدثت في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية، عندما قُتل الملايين"، في إشارة إلى الحرب متعددة الأطراف التي شهدتها المنطقة آنذاك. وعلى الرغم من أن القوات الحكومية ما زالت تسيطر على جيوب بغوما، فإن السكان الذين تحدثت إليهم "أسوشيتد برس" هاتفيا، أول من أمس الثلاثاء، قالوا إن حركة  "23 مارس" (إم 23) سيطرت على معظم المدينة.

وقال رئيس رواندا، بول كاغامي، عبر منصة إكس إنه تحدث مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حول "الحاجة لضمان وقف إطلاق النار ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع للأبد". وشاهد مراسل وكالة الأنباء الألمانية في غوما مقاتلي (إم 23) يجمعون أفراد القوات الحكومية الكونغولية وحلفائهم من ميلشيا وازاليندو في استاد المدينة، حيث يأخذ أفراد الحركة الأسلحة من منافسيهم.

وبدا الجيش الكونغولي في حالة فوضى ، وبدا أن الجنود على الحدود غير منظمين وينقصهم العتاد لخوض القتال. وقال جان ماري نداهامبازا، أحد الجنود الذين استسلموا: "يشبه الأمر أنك تقاتل دون قيادة". ويحاول مئات الآلاف من سكان غوما الفرار من القتال، حيث تراجع بعضهم إلى مناطق داخلية في الكونغو الديمقراطية لطلب الحماية، وعبر آخرون إلى رواندا القريبة. وفتش عملاء دوريات الحدود برواندا متعلقات الرجال والنساء والأطفال بشكل تام. واعتنى الصليب الأحمر الرواندي بعد ذلك بالوافدين، الذين بدا عليهم الإرهاق لكنهم تنفسوا الصعداء.

وحركة 23 مارس هي جماعة مسلحة متمردة تنشط في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبالأخص في مقاطعة كيفو الشمالية التي تحد كلا من أوغندا ورواندا. ومنذ بداية العام الجاري، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الاشتباكات العنيفة المستمرة بين الحركة وقوات الأمن في شرقي الكونغو الديمقراطية. كما تعرف حركة 23 مارس أيضاً باسم "جيش الكونغو الثوري" وتأسست بعد انهيار اتفاق السلام الموقع في 23 مارس/ آذار 2009، وغالبية أفرادها من قبيلة "التوتسي" التي ينتمي إليها الرئيس الرواندي بول كاغامي.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل