رغم الضّغوط الإسرائيلية.. حماس تُقاوم محاولات الالتفاف على الاتفاق

منذ ٥ ساعات ١٠

رغم مرور أسبوعين على انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، فإن المفاوضات ما زالت تراوح مكانها رغم التهديدات والضغوط الأميركية، وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو توعّد بأن "إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح المختطفين".

وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال قتل العشرات من الفلسطينيين خلال فترة وقف إطلاق النار، ادّعى موقع واينت العبري، اليوم السبت، أنه "لم تُشن أيّ ضربة مهمة"، مشيراً إلى أن أي محتجز لم يُطلق سراحه بعد انتهاء المرحلة الأولى، في الوقت الذي "تتيح فيه إسرائيل لوقف إطلاق النار بأن يستمر، فيما تنفذ أوراق الضغط وحماس تواصل تعزيز قوّتها". علماً أن حكومة الاحتلال كثّفت عقوباتها، إذ أحكمت حصارها المفروض على القطاع، وأغلقت جميع المعابر والمنافذ ما أدى لتوقف وصول المساعدات الإنسانية، فضلاً عن قطعها التيار الكهربائي وإمدادات الوقود.

وهدد مكتب نتنياهو مع انتهاء المرحلة الأولى، بعد قطع المساعدات والكهرباء، بأنّ رفض حماس لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيكون له "تبعات إضافية"، وتقدم ويتكوف مطلع مارس/آذار الحالي بمقترح ينص على إطلاق حماس نصف عدد المحتجزين الأحياء والأموات مقابل تهدئة مؤقتة خلال شهر رمضان، ورغم التهديدات رفضت حماس المقترح وشروطه التعجيزية، التي لا تضمن أبداً وقف إطلاق النار، وفي المحصلة يرى"واينت" أن تهديدات نتنياهو وحملات الضغط التي مورست على حماس "لم تؤثر بالفعل على الحركة".

وعلى ما يبدو، فإن مناورات إسرائيل هذه تهدف إلى شراء الوقت بغيّة التفرغ لقضايا أكثر أهمية بالنسبة للاستقرار الحكومي، وفي مقدّمتها تمرير قانون ميزانية الدولة الذي تنتهي مهلة سَنّه في نهاية الشهر الجاري، وفي حال عدم تمريرها يُحل الكنيست أوتوماتيكياً وتذهب إسرائيل إلى انتخابات مبكرة يتوقع أن يخسر فيها الائتلاف الحاكم وفقاً لاستطلاعات الرأي.

وخلال الـ42 يوماً من المرحلة الأولى، دخلت إلى القطاع 25 ألف شاحنة مساعدات بحسب واينت، بالإضافة إلى ما معدله 50 شاحنة وقود وغاز يومياً، وهو ما "ملأ مخازن حماس"، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن لدى الأخيرة "ما يكفيها لمدة أربعة أشهر على الأقل"، ونقل الموقع عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن وقف إطلاق النار واستمراره إلى الآن "أتاح لحماس الاستعداد مجدداً للحرب"، وطبقاً لهؤلاء فإنّ "كل يوم يمر على حماس تستعد فيه بما يوازي شهر تدريب للقوات الإسرائيلية"، مشيرين إلى أن "سيطرة الحركة على الحيّز المدني تتوسع، خصوصاً أننا لم ندمّر مخازن الغذاء"، وهو ما يؤشر إلى أن إسرائيل قد تعمد لاحقاً إلى قصف مخازن الغذاء جزءاً من رافعات الضغط وأساليب العقاب لدفع الحركة إلى القبول بشروطها.

ولا تزال حركة حماس تحتجز 59 إسرائيلياً، من بينهم 24 تقدّر إسرائيل رسمياً أنهم على قيد الحياة، لكن "العدد قد يكون أقل"، وفقاً للموقع. وتطالب حركة حماس بالاستمرار في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تبحث وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وبعد رفض حماس لمقترح ويتكوف الذي أطلقه مطلع مارس الحالي عاد المبعوث الأميركي واقترح خطة مُحدّثة تتضمن إطلاق سراح عشرة محتجزين أحدهم جندي إسرائيلي من أصل أميركي، وهو عيدان ألكسندر، إلى جانب تسعة آخرين "يعانون حالات صحية متفاقمة". ويطابق العدد المطروح إلى حد كبير عدد المحتجزين الأحياء الذين كان مفترضاً أن يُطلق سراحهم في مقترح ويتكوف الأصلي، وفي كل التقارير المتعلقة بالمفاوضات لا يوجد أي ذكر تقريباً للمطلب الأولي بالإفراج عن الجثث، وبحسب هذا المقترح، يمدد وقف إطلاق النار حتى نهاية شهر رمضان وعيد الفصح العبري، على أن تستأنف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

لم تقبل حماس أيضاً هذا المقترح لكنّها وافقت في المقابل على إطلاق سراح الجندي ألكسندر وأربعِ جثث لمحتجزين متوفين يحملون جنسيات مزدوجة. وطبقاً لما نقله الموقع عن مصادر إسرائيلية مشاركة في المفاوضات، فإن حماس أعادت طرح مقترح سبق أن نوقش مع المبعوث الأميركي آدم بولر، الذي أجرى اتصالات مباشرة مع حماس قبل تنحيته من منصبه، وبحسب الموقع سقط هذا المقترح أيضاً "الذي كان بمثابة مناورة من حماس حتى لا تظهر بمظهر الرافض".

وفي السياق، أصدر مكتب نتنياهو بياناً قال فيه إنه "في حين قبلت إسرائيل مخطط ويتكوف، فإن حماس متمسكة برفضها ولم تتراجع قيد أنملة. وفي الوقت نفسه، تواصل الألاعيب والحرب النفسية"، مشيراً إلى أن "رئيس الحكومة سيعقد اجتماعاً للكابينت مساء اليوم السبت لتلقي تقرير مفصل من فريق التفاوض، واتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية لإطلاق سراح المحتجزين". من جهتها، لم تتطرق إسرائيل رسمياً لمقترح حماس المُحدّث "الذي يبدو أنه لا مجال للنقاش حوله"، وفقاً للموقع، ففي الأيام الأخيرة جرت مناقشة خطط عدّة في الدوحة، لكن أبرزها كان مقترح ويتكوف.

وطبقاً لما نقله الموقع عن مصادر سياسية إسرائيلية فإنه "إذا أدركنا بأن مقترح ويتكوف غير قابل للتطبيق ولم نتوصل إلى أي نوع من الاتفاق، فإن إسرائيل ستتجه لتمديد المرحلة (أ) أو اقتراح وسط لمخطط ويتكوف"، ويعني ذلك، كما يقول هؤلاء "تنفيذ دفعات عدّة جزءاً من الامتداد للمرحلة الأولى مع إطلاق سراح محتجزين إضافيين، وهو ما يتطلب مناقشة عدد المحتجزين الذين سيُطلق سراحهم، والجداول الزمنية، وغيرها من القضايا".

إلى ذلك، فإنه عدا التهديدات الكثيرة التي أطلقها، وفي ظل الإنذار الذي وجهه لحماس، سُئل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليلة أمس الجمعة عمّا إذا كان لديه "أمل" في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، فأجاب: "آمل أن تسير كل الأمور على ما يرام. نحن منخرطون تماماً في المفاوضات المتعلقة بالمحتجزين وإسرائيل، وعلينا أن نرى ما سيحدث"، وأضاف "نأمل أن ينجح الأمر، إنه وضع معقد للغاية، وهناك كراهية هائلة بمستويات لم يشهدها أحد من قبل".

قراءة المقال بالكامل