رهان استثماري على عودة روسيا إلى الأسواق

منذ ١ يوم ١٥

يتزايد الرهان على عودة الأصول الروسية للتداول في الأسواق العالمية على وقع محادثات السلام الجارية بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. وحتى الآن، ارتفع الروبل الروسي بنسبة 13% مقابل الدولار منذ بداية العام. وفي الأسابيع الأخيرة، جاب متداولون في إحدى شركات الوساطة المالية في لندن أرجاء العالم المالي بحثًا عن أصلٍ كان شبه مستحيل المساس به على مدار السنوات الثلاث الماضية، وهو سندات الديون الروسية. وتسابق المستثمرون للعثور على مالكي سندات مقومة بالدولار أصدرتها شركة غازبروم لتلبية طلب الشركات العائلية في الشرق الأوسط، وفق تقرير بوكالة بلومبيرغ اليوم الخميس.

وسرعان ما اكتشف المستثمرون أن حاملي سندات عملاق الطاقة الروسي، إما غير راغبين في البيع أو يطالبون بأسعار أعلى بكثير، وفقًا لمتداولين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما أو هوية الشركة نظرًاً لحساسية المعاملات. وقدّر أحد المتداولين أن هذا المزيج من العرض المحدود والطلب المتزايد ساهم في خفض عوائد السندات الروسية المقومة بالدولار واليورو بنحو خمس نقاط مئوية في فبراير/ شباط الماضي.

ويقول التقرير: "من أوضح المؤشرات حتى الآن أن المستثمرين يراهنون سرًا على أن مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه موسكو للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا ستُترجم في النهاية إلى عودة روسيا إلى الأسواق المالية العالمية. ويراهن المشترون على أن قيمة الأوراق المالية ذات الخصومات الكبيرة قد ترتفع بشدة إذا رُفعت العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا عام 2022"، وذلك وفق بلومبيرغ.

في هذا الصدد، قال إسكندر لوتسكو، رئيس قسم الأبحاث وإدارة المحافظ في شركة إيستار كابيتال، ومقرها دبي، وهي شركة استثمارية تدير ثروات تُقدر بحوالي مليار دولار، إن المستثمرين "يدركون أنه بمجرد ذوبان الجليد، ستنهار هذه الخصومات". ويقول مديرو الأموال أيضًا إنهم يتلقون اتصالات من فرق مبيعات وول ستريت لتقييم مدى اهتمامهم بالمراهنة على الروبل من خلال العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، وهي مشتقات لا تخضع للعقوبات نظرًا لعدم ارتباطها بأصول روسية مادية أو أفراد. وقد ارتفعت قيمة العملة الروسية بنسبة 13% مقابل الدولار منذ بداية العام، وفقًا لبيانات بنك روسيا.

وأفادت مصادر مطلعة أن مصارف غولدمان ساكس وجيه بي مورغان تشيس من بين البنوك التي تعمل وسيطة لتسهيل طلب المستثمرين المتزايد على طرق تداول الأصول المرتبطة بروسيا. ووفق التقرير، قال يفغيني كوغان، وهو مصرفي استثماري مقيم في موسكو ويدير شركته الاستشارية الخاصة: "هناك بحث مكثف عن أوراق مالية من جهات إصدار روسية حول العالم. ويتساءل المستثمرون عمومًا عن مدى سرعة دخولهم إلى السوق الروسية".

ويواجه كلا طرفي الرهان مقامرة جيوسياسية ضخمة بشأن مستقبل السلام في الحرب الأوكرانية. ففي إعادة تأهيل روسيا ثمة مئات المليارات من الدولارات من فرص التجارة والاستثمار، من خلال تخفيف أو رفع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجموعة السبع. وتزيد محاولات الرئيس فلاديمير بوتين لإغراء ترامب بمشاريع أميركية روسية مشتركة محتملة من حماسة الرهان. لكن هذه الرهانات تنطوي على مخاطر متعددة، تتعلق بالسمعة إذا تحرك المستثمر أو الشركة مبكرًا لاستعادة العلاقات مع دولة مسؤولة عن أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية؛ ومخاطر قانونية إذا لم تُرفع العقوبات أو أُعيد فرضها لاحقًا. وفي السابع من مارس/ آذار، حذر ترامب من أنه "يفكر جدياً" في فرض عقوبات مصرفية جديدة على روسيا، بينما لا يزال يستعد للتفاوض لإنهاء الحرب.

قراءة المقال بالكامل