قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم الأربعاء، إنّ اعتقال الناشط المؤيد للفلسطينيين محمود خليل "لا يتعلق بحرية التعبير"، في ردّ على سؤال عمّا إذا كان اعتقال خليل، في نهاية الأسبوع الماضي، يتعارض مع دفاع الرئيس دونالد ترامب عن الحقّ في التعبير عن الرأي في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. أضاف روبيو، في تصريحات للصحافيين بمطار شانون الأيرلندي خلال توقّف طائرته للتزوّد بالوقود بعد زيارة للسعودية، أنّ "الأمر يتعلق بأشخاص ليس لديهم حقّ الوجود في الولايات المتحدة الأميركية".
وكان الناشط محمود خليل قد تخرّج حديثاً من جامعة كولومبيا في نيويورك، وهو أحد أبرز وجوه الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين التي شهدتها الجامعة في خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد اعتقله عناصر في إدارة الهجرة الأميركية على الرغم من تأكيد اتحاد الطلاب في الجامعة ومحاميه أنّه يحمل البطاقة الخضراء (غرين كارد) التي تضمن له الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد عبّر متظاهرون في نيويورك ومنظمات حقوقية عن غضبهم بعد اعتقال خليل الذي قاد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا في المدينة. يُذكر أنّ هذه الاحتجاجات أتت في إطار التحرك الطالبي الذي حصل في الجامعات الأميركية، ثمّ في جامعات العالم، تنديداً بالإبادة الجماعية التي راحت إسرائيل ترتكبها بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقد وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أوّل من أمس الاثنين، ما تعرّض له محمود خليل بأنّه "عملية الاعتقال الأولى" متوعّداً بـ"مزيد من الاعتقالات". فهو يتّهم طلاباً في كلّ أنحاء الولايات المتحدة الأميركية بالانخراط في "أنشطة مؤيّدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية لأميركا"، الأمر الذي "لن تتسامح معه" إدارته، بحسب ما شدّد عليه.
أضاف وزير الخارجية الأميركي، من أيرلندا اليوم، أنّه "عندما تأتي إلى الولايات المتحدة الأميركية بصفتك زائراً، وهو ما تعنيه التأشيرة، وهي الطريقة التي دخل بها هذا الشخص إلى البلد (بتأشيرة زيارة) فأنت هنا بصفتك زائراً". وتابع: "نستطيع أن نحرمك منها إذا قلت لنا عند تقديم طلبك: مرحبا، أنا أحاول الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية بتأشيرة طالب وأنا مؤيّد كبير لحركة حماس".
I'm joining 13 of my colleagues to demand that the Trump Administration immediately releases Mahmoud Khalil. Their illegal actions set a dangerous precedent. We cannot allow them to shred our constitutional rights to free speech and due process. Free Mahmoud Khalil. pic.twitter.com/G9YxBeDZvh
— Congresswoman Rashida Tlaib (@RepRashida) March 11, 2025وكانت وزارة الأمن الداخلي الأميركية قد أفادت بأنّ اعتقال محمود خليل أتى بتهمة "قيادته أنشطة منحازة إلى حماس"، وأنّ الإجراء الذي اتّخذته الوزارة جرى "بالتنسيق مع وزارة الخارجية". أمّا في الواقع، فإنّ محمود خليل هو مِن قادة الاحتجاجات الطالبية المؤيّدة للفلسطينيين على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك على مدى عام ونصف عام في جامعة كولومبيا الأميركية. وهو كان المفاوض الرئيسي مع إدارة الجامعة خلال إقامة مخيّم الطلاب المحتجين في الحرم الجامعي، الذي فضّته الشرطة الأميركية. وظهر في عدد من المؤتمرات الصحافية آنذاك، وتحدّث فيها عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيين، وطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، منتقداً موقف إدارة الجامعة ومطالباً إيّاها بسحب استثماراتها من شركات تدعم إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أنّ الاحتجاجات في جامعة كولومبيا التي قامت في العام الماضي رفضاً للحرب الإسرائيلية المدمّرة على قطاع غزة المحاصر، جذبت اهتمام وسائل الإعلام على نطاق واسع مع تصاعد التوترات في الحرم الجامعي وانتشارها إلى جامعات أميركية أخرى. وقد اتّهم ترامب، الذي لم يكن قد تسلّم ولايته الثانية في البيت الأبيض، وجمهوريون آخرون المتظاهرين على نطاق واسع بدعم حركة حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة الأميركية "منظمة إرهابية".
(فرانس برس، العربي الجديد)
