زامير يحابي نتنياهو ويقلب قرارات سلفه هليفي بشأن غزة ولجنة التحقيق

منذ ٢٠ ساعات ٢٤

يحابي رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد إيال زامير رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الكثير من المواقف، منها المتعلّقة بحرب الإبادة على قطاع غزة أو التحقيقات الإسرائيلية بشأن إخفاق السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فضلاً عن تعيينات وتغييرات أخرى في الجيش بدأها منذ اليوم الأول لاستلام منصبه قبل أيام.

ويقوم زامير بقلب قرارات ومواقف اتخذها سلفه هرتسي هليفي، من قبيل موافقته على تولي جيش الاحتلال مهمة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وعدم التزامه بإقامة لجنة تحقيق رسمية، ليتماهى بمواقفه هذه مع المستوى السياسي، علماً أن عدم تشكيل لجنة تحقيق رسمية يمكن أن ينجّي نتنياهو وحكومته من تحمل المسؤولية عن إخفاق السابع من أكتوبر. 

وذكرت القناة 12 العبرية عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن زامير أعلن أنه سيقوم بإجراء تغيير كبير يتعلق بجوهر أحد الخلافات بين المستوى السياسي والعسكري خلال فترة السنة والنصف الماضية، وهو توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، بحيث أخبر المستوى السياسي بأنه سيسمح بتوزيع المساعدات الإنسانية من قبل الجيش أو بأن يكون الجيش جزءاً من الدائرة التي تسهّل ذلك. 

وكان رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي يعارض بشدة مشاركة جيش الاحتلال في توزيع المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، لتخوّفه مما قد يُعتبر بمثابة حكم عسكري أو تمهيد لحكم عسكري، وحظي موقفه بدعم مطلق من قبل وزير الأمن السابق يوآف غالانت. وأوضحت القناة العبرية أنه وفقاً للخطة الحالية، ستكون الشركة التي توزّع المساعدات الإنسانية شركة أميركية، وإذا كان الأمر يعتمد على الجيش وزامير، فسيتم تقديم المساعدة لتنفيذ المهمة، وحتى إذا لم تنجز الشركة الأميركية مهمتها، فسيتم تنفيذها من قبل الجيش نفسه. 

من جهتها، أفادت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم، بأن زامير وافق على نقل مواد حساسة تتعلق بإخفاق السابع من أكتوبر إلى مراقب الدولة متنياهو إنجلمان. وكان سلفه هرتسي هليفي يعارض نقل هذه المواد، معللاً ذلك بأن النقد الموجه للجيش الإسرائيلي يجب أن يتم فقط بعد انتهاء الحرب. وفي العام الماضي، سادت توترات بين هليفي ومراقب الدولة بشأن هذا الموضوع. وفي محادثات مغلقة، قال هليفي إن القضايا التي يرغب إنجلمان في فحصها يجب أن تتم من خلال لجنة تحقيق رسمية، وهي لجنة ترفض الحكومة تشكيلها. وخلال مراسم تقلّد زامير منصبه، صرّح هليفي بأن هذه اللجنة "ضرورية وحيوية". 

وأوضحت مصادر تحدّثت مع رئيس الأركان الجديد، وفقاً للصحيفة، أن زامير "غير ملتزم بلجنة تحقيق رسمية. إنه متردد في الموضوع ويبدو أنه من وجهة نظره، يمكن اقتصار الفحص على مراقب الدولة". وفي الأيام الأخيرة، أجرى إنجلمان عدة محادثات مع زامير، واتفقا، من بين أمور أخرى، على دراسة سلوك الجيش قبل السابع من أكتوبر، والتحقيق في عمل شعبة الاستخبارات العسكرية، وشعبة العمليات، وقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش.

وينضم تعاون زامير مع مراقب الدولة إلى قراره بإعادة التحقيق داخل الجيش في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس، ما أثار انتقادات داخل الجيش. ويزعم مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية أن هذا القرار سيؤدي إلى تقليل الضغط على فحص دور المستوى السياسي في الإخفاق. ومارس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يعارض تشكيل لجنة تحقيق رسمية، ضغوطاً على هليفي ورئيس الشاباك رونين بار للتعاون مع مراقب الدولة، الذي تلمح أوساط إسرائيلية إلى أنه مقرب منه.

وفي بيان صدر عن ديوانه الأسبوع الماضي ضد نتائج تحقيق الشاباك حول أداء المنظمة في السابع من أكتوبر والسنوات التي سبقت هجوم حماس، قال نتنياهو: "بدلاً من التعاون مع مراقب الدولة، يقدم رئيس الشاباك رونين بار تحقيقاً لا يجيب عن أي سؤال". وأشار التحقيق المذكور إلى إخفاق الشاباك، لكنه حمل المسؤولية أيضاً للمستوى السياسي والجيش.

قراءة المقال بالكامل