اعتبر كتّاب وصحافيون قطريون تحدثوا إلى "العربي الجديد" أن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دمشق، اليوم الخميس، تأتي تأكيداً لاستمرار الدعم القطري لسورية وللثورة السورية الذي لم ينقطع منذ نحو 14 عاماً.
وقال رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية جابر الحرمي إن الزيارة، التي تعد الأولى لزعيم عربي إلى دمشق، تأتي استمراراً وتأكيداً لمواقف قطر الثابتة والداعمة لسورية، خصوصاً في هذا المرحلة التي تحتاج فيها سورية الجديدة لأشقائها في جميع المجالات، سواء داخلياً من خلال دعم الاستقرار، أو خارجياً من خلال رفع العقوبات المفروضة عليها منذ عهد النظام المخلوع. وأضاف أن قطر مؤهلة لتقديم هذا الدعم داخلياً وخارجياً، وتأتي زيارة أمير قطر بوصفه أول زعيم عربي يزور دمشق بعد التغيير مساهمة في تقديم وتعزيز هذا الدعم.
ولفت الحرمي إلى إعلان قطر، خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى دمشق، تقديمها دعماً في مجال الطاقة، ما يساهم في حل مشكلة الكهرباء في سورية ويعيد عجلة الإنتاج ويجذب المستثمرين. وأضاف أن قطر ظلت على مواقفها الداعمة للشعب السوري منذ 14 عاماً ولم تساوم على هذه المواقف، وبقيت سفارة الثورة السورية في الدوحة تعمل حتى سقوط النظام السابق.
وقال الكاتب والإعلامي عيسى آل إسحاق إن زيارة أمير قطر إلى دمشق، التي جاءت في أقل من 24 ساعة من اختيار الشرع رئيساً لسورية، تحمل دلالات كثيرة ومتعددة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ولفت إلى أن ملف الإعمار كان حاضراً خلال الزيارة، وهو ما سيساهم في سرعة عودة الاستقرار في البلاد بعد سنوات طويلة من النزاع الذي أثر على مختلف مناحي الحياة، مضيفاً أن قطر التي أعلنت عن قيام جسر جوي لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى سورية ستكون بالضرورة مساهماً أساسياً في جهود إعادة الإعمار، وهي ستسعى بلا شك إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع سورية، وقد نشهد قريباً التوقيع على العديد من الاتفاقيات التجارية أو المشاريع المشتركة. وأشار آل إسحاق إلى أن زيارة أمير قطر إلى دمشق تعزز موقف قطر الإقليمي ودورها قوةً فاعلةً في السياسة العربية، وتؤكد حرصها على مواصلة دورها في الوساطة وفي نزع فتيل الأزمات، ما يعكس حرصها على استقرار سورية واستقرار المنطقة.
ووصف الكاتب الصحافي جاسم فخرة زيارة أمير قطر إلى سورية بأنها تاريخية ونوعية وتأتي في وقت مدروس جداً، بعد أن تحررت سورية من النظام المخلوع. وقال إن سورية تحتاج من قطر ومن جميع الدول العربية للدعم المادي والمعنوي لإعادة بنائها بعد سنوات طويلة من الصراع وتدمير أجزاء منها وتهجير الملايين من أبنائها إلى خارجها. وأضاف إن نتائج الزيارة ستظهر سريعاً من خلال الاتفاقيات التي سيعلن عنها في مختلف القطاعات والمجالات والتي ستساهم في إعادة بناء سورية الجديدة.
