حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي دونالد ترامب على السفر إلى تركيا يوم غد الخميس، لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقبول مقترحه بعقد مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب، في وقت وافق سفراء الدول الأعضاء السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، على حزمة العقوبات السابعة عشرة على روسيا.
واتّهم زيلينسكي بوتين بأنه "لا يريد" إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه أكّد أنه "سيبذل كل ما في وسعه" لعقد هذا اللقاء الخميس في تركيا وضمان وقف إطلاق النار. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء في كييف، "لا أعلم قرار الرئيس الأميركي، لكن إذا أكد مشاركته، أظن أن ذلك سيعطي زخماً إضافياً لبوتين للحضور". واعتبر زيلينسكي أن عدم مشاركة بوتين في المفاوضات ستكون "إشارة واضحة" على أنه "لا يريد للحرب أن تتوقف ولا يريد وقف إطلاق النار".
والاثنين، قبيل بدء جولة في الخليج، دعا دونالد ترامب الطرفين إلى المجيء إلى تركيا والتفاوض على إنهاء الحرب. وقال الملياردير الأميركي إنه "يفكر" في القيام برحلة إلى إسطنبول، لكنه أعلن في خطاب ألقاه من الرياض أن وزير الخارجية "ماركو (روبيو) سيذهب إلى هناك".
من جانبه، أعلن الكرملين، اليوم الأربعاء، أن الوفد الروسي في انتظار لقاء الوفد الأوكراني في إسطنبول يوم غد الخميس، من أجل إجراء المفاوضات في ما يخص تسوية النزاع في أوكرانيا. وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف إن الكرملين لم يعلن بعد عن تشكيلة الوفد الروسي الذي سيشارك فيها، مضيفاً وفق وكالة "روسيا اليوم": "سنعلن عن التفاصيل عندما نتلقى التعليمات من الرئيس. حتى الآن، لم يتم إصدار مثل هذه التعليمات وتفاصيل بهذا".
إلى ذلك، وفي إطار الجهود الدولية الرامية إلى "إقناع" بوتين بالمشاركة في المفاوضات المزمعة في تركيا، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم، إنه سيحضّ بوتين على لقاء نظيره الأوكراني في تركيا. وأوضح خلال مؤتمر صحافي في بكين قبل توقفه في موسكو في طريق العودة إلى بلاده، "سأحاول التكلم مع بوتين. لن يكلفني شيئاً أن أقول له: الرفيق بوتين اذهب إلى إسطنبول للتفاوض".
وعقد مسؤولون روس وأوكرانيون محادثات في إسطنبول في مارس/ آذار 2022 بهدف وقف الصراع، لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق. وظل التواصل بين الطرفين المتحاربين محدوداً للغاية مذاك، مع التركيز بشكل رئيسي على القضايا الإنسانية، مثل تبادل أسرى حرب وإعادة جثث الجنود القتلى. ولم يتم تحقيق أي تقدم كبير، حتى الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلت نهاية الأسبوع الماضي.
ودعت كييف وباريس وبرلين ولندن ووارسو بوتين إلى الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً اعتبارا من 12 مايو/ أيار، وهددت مجددا بفرض "عقوبات ضخمة".
حزمة عقوبات أوروبية جديدة على روسيا
واليوم، وافق سفراء الدول الأعضاء السبعة والعشرون في الاتحاد الأوروبي على حزمة العقوبات السابعة عشرة على روسيا، والتي تستهدف أسطول "الشبح" الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات القائمة، الهادفة إلى الحد من صادرات النفط الروسية، بحسب مصادر دبلوماسية لـ"فرانس برس"، لكنها مختلفة عن تلك المقرر فرضها في حال رفض موسكو التفاوض. ومع تجاهله تلك المهلة، أعلن بوتين استعداده لإجراء محادثات "مباشرة" بين روسيا وأوكرانيا في 15 مايو في إسطنبول. ورد زيلينسكي بعرض لقاء بوتين "شخصياً" في أنقرة.
وهذه العقوبات الجديدة مختلفة عن العقوبات "الضخمة" المقرر فرضها في حال رفض موسكو التفاوض، وقبول وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً وافقت عليه كييف، إذ تستهدف هذه الحزمة الجديدة التي كانت قيد المناقشة منذ أسابيع، حوالى 200 ناقلة نفط من أسطول "الشبح" الذي تستخدمه روسيا، وحوالى ثلاثين كياناً متهماً بمساعدة موسكو، في التحايل على العقوبات التي فرضت. وفي المجموع، هناك قرابة 345 سفينة تحت مرمى نظر الاتحاد الأوروبي، وفقاً للمصادر الدبلوماسية.
ويعمل هذا الأسطول المؤلف بمعظمه من سفن قديمة وغير مسجلة، بشكل رئيسي في بحر البلطيق، وقد ارتفع عدده بشكل كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022 بعدما استهدفت عقوبات غربية الصادرات والمنتجات النفطية الروسية بهدف قطع إيراداتها. وبحسب تقرير صادر عن معهد كييف للاقتصاد، حدّدت حوالى 430 سفينة تشكل هذا "الأسطول الشبح" في كل أنحاء العالم.
وبالإضافة إلى اعتراضه على عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، يطالب بوتين بنزع السلاح من أوكرانيا، واحتفاظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها عام 2022، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها موسكو منذ العام 2014. كذلك، تريد روسيا إعادة تشكيل الهيكلية الأمنية الأوروبية، إذ تعتبر أن اقتراب قوات حلف شمال الأطلسي من حدودها منذ تسعينات القرن العشرين يشكل تهديداً وجودياً لها، إلا أن كييف وحلفاءها تنفي تلك المزاعم.
(فرانس برس)
