قررت مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي تصوير الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار صفقة غزة المحتملة، خلال عملية تسريحهم، بذريعة دحض ما وصفته بالأكاذيب حول أوضاعهم. ويأتي ذلك رغم التقارير المتواترة حول وضع الأسرى الفلسطينيين، وتعذيبهم واحتجازهم في ظروف صعبة جداً، وهو أمر لم يعد خفياً على أحد، في ظل شهادات الأسرى الذين يجري الإفراج عنهم بعد انتهاء محكومياتهم، أو حتى بوجود تقارير إسرائيلية تؤكد الانتهاكات بحقهم.
ولطالما تفاخر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، المتكرر بالتضييق على الأسرى واحتجازهم مكبّلين، وآخر ذلك قبل أيام خلال زيارته أحد السجون وتعميمه مقطع فيديو، يظهر فيه أسرى وهم مكبّلون على الأرض داخل زنزانة، متباهياً بمشهد إذلالهم.
وذكر موقع وانيت العبري، اليوم الأربعاء، أنّ رئيس قسم العمليات والأمن في مصلحة السجون الإسرائيلية، أفيحاي بن حيمو، أوعز بتزويد السجّانين بكاميرات جسم، كجزء من الاستعدادات الخاصة لإطلاق سراح الأسرى، كجزء من الصفقة التي تجري بلورتها.
وتعد هذه الخطوة التي قد تتضمن حيلة ما لم تتضح بعد، جزءاً من مشروع تجريبي مبتكر في مصلحة السجون، بناءً على توجيهات مفوّضها كوبي يعقوبي، وتهدف إلى "توثيق الحالة الجسدية للأسرى قبل إطلاق سراحهم، ولتعزيز الشفافية التنظيمية والتنفيذية".
أما الهدف الرئيسي من ذلك، وفقاً للموقع العبري، "هو منع الادعاءات الكاذبة من جهات مختلفة بشأن الحالة الصحية للأسرى، أثناء أو بعد إطلاق سراحهم. وستقوم الكاميرات بتوثيق جميع مراحل الإفراج، مما يوفر توثيقاً واضحاً ودقيقاً لحالتهم الجسدية في الوقت الفعلي".
وأشار بن حيمو إلى أن "المشروع التجريبي الذي جرى تنفيذه في مصلحة السجون خلال الأشهر الأخيرة هو جزء مهم من استجابتنا للشفافية أمام الجمهور والجهات الخارجية، والحفاظ على النظام والأمن لطاقم مصلحة السجون. في إطار تعزيز المشروع التجريبي، نريد ضمان أن يجري الإفراج المتوقع بطريقة مهنية ودقيقة، ومنع أي محاولة للتشكيك في مصداقية العملية".
3464 معتقلاً من قطاع غزة في مراكز الاحتجاز
في غضون ذلك، أبلغت "الدولة" المحكمة العليا أن حوالي 3464 معتقلاً من قطاع غزة موجودون في مراكز احتجاز في إسرائيل، فيما جرى الإفراج عن 151 معتقلاً لأسباب مختلفة. وجرى تقديم هذا التحديث رداً على التماس قدمته اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل.
وبخلاف ما تحاول سلطة السجون الإسرائيلية الترويج له من خلال هذه الخطوة، تؤكد شهادات وتقارير عديدة سوء الأوضاع في سجون الاحتلال، وقد وصف الأسير المحرر أشرف أبو علي من مدينة قلنسوة في الداخل الفلسطيني، في حديث لوسائل الإعلام المحلية، السجون بأنها "مسالخ". كما تحدّث عن سوء التغذية والظروف الصعبة التي "لا يتقبّلها العقل" في السجون، بالإضافة إلى الأمراض التي يعاني منها الأسرى، وبدا واضحاً عليه خسارة الكثير من وزنه.
ويوم الاثنين الماضي، أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، استشهاد المعتقل الإداري معتز أبو زنيد (35 عاماً) من مدينة دورا جنوب الخليل في مستشفى سوروكا الإسرائيلي. والأسير معتز أبو زنيد معتقل منذ تاريخ 27 يونيو/حزيران 2023، وهو متزوج وله طفل وحيد، ولم يكن يعاني قبل اعتقاله، وفق عائلته، من أي مشاكل صحية. وأفادت تقارير سابقة باستشهاد عدة أسرى، خاصة منذ بداية الحرب.
ويوم الأحد الماضي، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني في بيان، عن تفاصيل صادمة عن عمليات التّعذيب الممنهجة التي تعرض لها المعتقلون الغزيون، ولا سيما في الفترة الأولى من اعتقالهم، وفي فترة التحقيق. وعرض البيان لشهادات جديدة من معتقلي غزة بعد زيارات جرت لـ23 معتقلاً في سجن النقب ومعسكر نفتالي على مدار يومين.
