سورية والإمارات... استئناف الطيران وزيادة التجارة

منذ ٥ ساعات ١١

في خطوة تعكس تحولًا مهمًا في المشهد السياسي والاقتصادي الإقليمي، زار الرئيس السوري أحمد الشرع العاصمة الإماراتية أبوظبي يوم الأحد، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه منصبه، وتأتي الزيارة في ظل تحديات سياسية واقتصادية معقدة تمر بها المنطقة وسورية، مما يعكس رغبة مشتركة بين دمشق وأبوظبي في تعزيز التعاون وفتح صفحة جديدة تقوم على الشراكة والتنسيق المشترك وسط تطلعات نحو استقرار أكبر وتنمية مستدامة.

وجاء استئناف الطيران بين البلدين ليفتح الباب مجدّداً من أجل تعزيز التعاون التجاري بينهما خلال الفترة المقبلة. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات يوم الاثنين، عن استئناف الرحلات الجوية بين الإمارات وسورية. ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الهيئة قولها في بيان صحافي إنه "يجري حاليا التنسيق المشترك لاستكمال الإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل الرحلات بين البلدين بما يعزز الحركة الجوية ويُسهم في دعم حركة المسافرين والشحن بينهما".
يذكر أنه في 8 يناير/ كانون الثاني الماضي، أصدرت الخطوط الجوية السورية تعميما، أكدت فيه توقف حركة الطيران بين سورية والإمارات.

وفي إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سورية والإمارات، أكد الخبير الاقتصادي صلاح البدران على قوة الروابط التجارية بين البلدين، مشيرًا إلى حرص الجانبين على تطوير الشراكات الاستثمارية، لا سيما في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذي يشكل ركيزة أساسية لدفع عجلة النمو الاقتصادي.

وأوضح البدران في تصريح لـ "العربي الجديد" أن الشركات الإماراتية ساهمت في مشاريع استراتيجية داخل سورية، خاصة في قطاعي العقارات والبنية التحتية، إلى جانب كون الإمارات وجهة رئيسية للمغتربين السوريين، مما عزز الروابط الشعبية بين البلدين.

تخفيف أثار العقوبات

كما أشار إلى الأهمية الجيوسياسية لسورية في معادلة التنافس الاقتصادي الإقليمي، معتبرًا أنها قد تلعب دورًا جوهريًا في إعادة إحياء طريق التنمية الممتد نحو أوروبا، في حال تنفيذ الشروط المطلوبة من الإدارة السورية الجديدة.

وفي ظل المساعي المبذولة لتخفيف آثار العقوبات الاقتصادية، أشار البدران إلى جهود الوساطة مع أبوظبي لدفع عملية رفع القيود المفروضة، بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي وضمان وحدة الأراضي السورية، فضلًا عن دعم مشاريع إعادة الإعمار، التي تسعى الإمارات إلى قيادتها، عبر عودة الشركات الاستثمارية إلى دمشق والمساهمة في استعادة النشاط الاقتصادي للبلاد.

وأكد البدران على الدور الإماراتي الفاعل في تقديم الدعم الإنساني لسورية، مستشهدًا بالمساعدات التي قدمتها أبوظبي خلال أزمة جائحة كورونا بين عامي 2019 و2022، إضافة إلى جهود الهلال الأحمر الإماراتي في تخفيف المعاناة الإنسانية عقب الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا في عام 2023.
وتوقع الخبير الاقتصادي، تقديم تجربة القطاع المصرفي والمالي الإماراتي محلياً ودولياً للجانب السوري إضافة لتقديم الإمارات مساعدات مالية للحكومة السورية ضمن الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد السوري.

اتفاقيات جديدة

وفي ظل التطورات المتسارعة في المنطقة، يبدو أن العلاقات السورية الإماراتية تدخل مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، مع توجه نحو تعزيز الشراكات في مختلف المجالات.

في هذا السياق، أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن اتفاق بين دمشق وأبوظبي لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، في خطوة تعكس توجهًا متزايدًا نحو الانفتاح الاقتصادي والتبادل التجاري. وكتب الشيباني عبر صفحته على منصة "إكس"، مشيدًا بالجهود التي بذلها الرئيس أحمد الشرع لتحقيق إنجازات نوعية في مجالات الاستثمار والنقل الجوي، إلى جانب توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكانت سورية والإمارات عقدت اتفاقيات سابقة قبل تحرير دمشق تضمنت التعاون في قطاعات التجارة والصناعة والزراعة والعمران، بالإضافة إلى تطوير ريادة الأعمال، مع التركيز على التنمية المستدامة والطاقة المتجددة. وتعد الإمارات شريكًا تجاريًا بارزًا لسورية، حيث استحوذت على 14% من تجارة سورية الخارجية، بينما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال النصف الأول من عام 2021 نحو مليار درهم إماراتي (أكثر من 272 مليون دولار)، وفق بيانات رسمية.

وتبرز صادرات سورية إلى الإمارات في قطاعات متنوعة، من الحجر البازلتي إلى زيت الزيتون واليانسون، إلى جانب النسيج والخضار والفواكه، خاصة الحمضيات، مما يعكس التكامل الاقتصادي بين البلدين وإمكانات النمو المشترك في المستقبل. ويسعى رجال الأعمال في البلدين إلى إيجاد الفرصة المناسبة لضخ استثمارات جديدة في سورية ضمن مجالات مختلفة منها السياحة والخدمات.

قراءة المقال بالكامل