في الوقت الذي ينعقد فيه اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي في الولايات المتحدة) الخاص بتحديد السياسة النقدية، والذي بدأ أمس وسيختتم اليوم، تكاد التوقعات تجمع بصورة واسعة على أنه سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير.
وأشارت شبكة /سي ان بي سي/ الأمريكية إلى أنه وفقا لتوقعات الأسواق فإنه ليست هناك فرصة تقريبا لتغيير البنك المركزي لسعر الفائدة الرئيسي من المستوى الحالي. ومع ذلك، فمن المتوقع أيضا أن يقدموا إشارات حول الاتجاه الذي ستسلكه الأمور، خاصة في ظل الضبابية التي تلف السياسات المالية والتجارية.
ويقوم مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي المعنيون بوضع السياسات في البنك المركزي بمناقشة التقدم المحرز في مكافحة التضخم، وإمكانية اجراء أي تغييرات على السياسة النقدية. ومن المقرر أن تصدر المجموعة بيانا يتضمن قراراتها في ختام اجتماعها مساء اليوم، إلى جانب ملخصها المحدث للتوقعات الاقتصادية.
وترى الغالبية أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند نطاقه الحالي، الذي يتراوح بين 4.25 بالمئة إلى 4.5 بالمئة للاجتماع الثاني على التوالي.
بينما يرى البعض أن هناك فرصة بنسبة 1 بالمئة فقط، بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة لتعزيز الاقتصاد، وفقا لأداة " فيد وتش" FedWatch التابعة لمجموعة CME، والتي تتنبأ بحركات الأسعار بناء على بيانات تداول العقود الآجلة لأموال الاحتياطي الفيدرالي.
وأشارت "سي ان بي سي" إلى أن توقعات الأغلبية تتماشى مع ما ذهب إليه جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي في خطاب ألقاه في وقت سابق من هذا الشهر أمام خبراء اقتصاديين في نيويورك، أصر فيه أنه "لا داعي للعجلة" في ظل سعي محافظي البنوك المركزية إلى "توضيح أكبر" بشأن توجه إدارة ترامب.
وقال مسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي مرارا وتكرارا إنهم يتبنون نهج "الانتظار والترقب" في ظل تسبب بعض السياسات الاقتصادية المقترحة في إثارة حالة من عدم اليقين، وتقويض الثقة بين قادة الأعمال والمستهلكين، وتسببت في هبوط الأسهم، وإثارة المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل.
وزادت الشبكة الأمريكية أنه سيتم اطلاع العامة على التحديثات التي يجريها الاحتياطي الفيدرالي على توقعاته الفصلية بشأن أسعار الفائدة، والناتج المحلي الإجمالي، والبطالة، والتضخم. وأضافت أنه استنادا إلى البيانات الأخيرة، قد يرفع الاحتياطي الفيدرالي توقعاته للتضخم لعام 2025 مع خفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي من 2.1 بالمئة، وسيعقد باول مؤتمره الصحفي المعتاد بعد الاجتماع.
وتتوقع الأسواق نحو 60 نقطة أساس من التخفيضات من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، على الرغم من أن العديد من مسؤولي البنك المركزي الأمريكي حذروا من التعجل من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وقالوا إنهم سينتظرون لمعرفة تأثير التعريفات الجمركية في البيانات الاقتصادية قبل إجراء أي تحولات في السياسة.
وبهذا الخصوص، نقلت وكالة "رويترز" عن تيم جريسكي، كبير استراتيجيي المحافظ لدى "إنجالز آند سنايدر" في نيويورك: "هناك حالة من عدم اليقين الشديد هنا بشأن التعريفات الجمركية، ومدى اتساعها، وكيف سيؤثر ذلك علينا اقتصاديا، ومدى التخفيف في السياسة النقدية الذي قد يلجأ إليه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نهاية المطاف، والاقتصاد بشكل عام".
وأضاف "هناك الكثير من الارتباك في السوق، وعندما يكون هناك ارتباك، وعندما لا تكون هناك فرصة حقيقية لارتفاع أسعار الأسهم وللشركات للتوسع وتحقيق المزيد من المال، فإن ذلك ينشأ بسبب الخوف".
وانخفضت الأسهم الأمريكية أمس، لتقطع سلسلة مكاسب استمرت جلستين، مع توخي المستثمرين الحذر قبل قرار السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بينما يقيسون التأثير المحتمل لسياسات التعريفات الجمركية للإدارة الأمريكية الحالية.
وأظهرت الأسهم مؤخرا بعض علامات الاستقرار بعد أسابيع عديدة من الانخفاضات التي دفعت مؤشري S&P 500 وناسداك إلى الانخفاض بأكثر من 10 بالمئة من أعلى مستوياتهما الأخيرة، والمعروفة أيضا باسم منطقة التصحيح.