بدأ الدولار على تراجع اليوم الاثنين بعد تعرضه لخسائر كبيرة الأسبوع الماضي، بسبب ضعف سوق العمل الأميركية المحتمل، في حين دفعت المخاوف بشأن حرب تجارية عالمية المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، ما رفع عملات الين والفرنك السويسري فضلاً عن الذهب، بينما تراجع سعر العملة المشفرة بيتكوين.
واضطربت الأسواق نتيجة توترات تجارية محتدمة في جميع أنحاء العالم، حيث فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على كبار الشركاء التجاريين ليتراجع لاحقاً عن بعضها لمدة شهر وسط علامات متزايدة ومخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي. وأظهر تقرير الوظائف الصادر عن وزارة العمل يوم الجمعة أن الوظائف غير الزراعية زادت بمقدار 151 ألف وظيفة الشهر الماضي بعد ارتفاعها بمقدار 125 ألف وظيفة في يناير/ كانون الثاني بعد تعديله نزولاً.
وقد أدى ذلك إلى فقدان المستثمرين الثقة بالاقتصاد الأميركي الذي كان يتفوق على نظرائه. وفي أسواق العقود الآجلة للعملات، خفض المستثمرون صافي المراكز طويلة الأجل بالدولار إلى 15.3 مليار دولار من أعلى مستوى في تسع سنوات والذي بلغ 35.2 مليار دولار في أواخر يناير/ كانون الثاني.
تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في 4 أشهر
وسعى المستثمرون الذين يخشون المخاطرة إلى شراء الين الياباني والفرنك السويسري، ما دفع العملتين إلى أعلى مستوياتهما في عدة أشهر. وارتفع الين اليوم 0.5% إلى 147.27 دولاراً، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى في خمسة أشهر الذي لامسه يوم الجمعة. وبلغ الفرنك السويسري أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 0.87665 دولار في التعاملات المبكرة. وارتفع اليورو 0.3% إلى 1.086725 دولار بعد أن سجل أفضل أداء أسبوعي له منذ عام 2009 الأسبوع الماضي بدعم من الإصلاحات المالية التي غيرت قواعد اللعبة في ألمانيا.
بلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، 103.59 اليوم الاثنين، ليبقى بالقرب من أدنى مستوى في أربعة أشهر الذي لامسه الأسبوع الماضي. وانخفض الدولار بأكثر من 3% الأسبوع الماضي مقابل منافسيه الرئيسيين، مسجلاً أضعف أداء أسبوعي له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 مع قلق المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد.
ومما زاد من قلق المستثمرين، أحجم ترامب، في مقابلة أجرتها معه محطة فوكس نيوز أمس الأحد، عن التكهن بما إذا كانت الولايات المتحدة قد تواجه ركوداً وسط مخاوف سوق الأسهم بشأن إجراءات الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين. وقال ترامب للبرنامج إن "هناك فترة انتقالية، لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا".
وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى آي جي، إن التعليقات هي بالضبط النوع الذي لا تريد الأصول عالية المخاطر سماعها بعد ثلاثة أسابيع صعبة. وبالنسبة للعملات الأخرى، ارتفع الجنيه الإسترليني 0.16% إلى 1.2941 دولار، في حين صعد الدولار الأسترالي 0.14% إلى 0.6315 دولار. وكان الدولار النيوزيلندي قد وصل في أحدث التداولات إلى 0.57225 دولار.
وفي أسواق العملات المشفرة، هبطت بيتكوين بنحو 5.47% إلى 81555 دولاراً بحلول الساعة 22:16 بتوقيت غرينتش اليوم الأحد. كما انخفضت إيثر، ثاني أكبر عملة مشفرة، 5.4% إلى 2024,68 دولاراً بحلول الساعة 22:22 بتوقيت غرينتش اليوم.
يأتي ذلك رغم توقيع الرئيس دونالد ترامب، الخميس، أمراً تنفيذياً ستنشئ الحكومة الأميركية بموجبه "احتياطياً استراتيجياً من بيتكوين"، وهو ما يمثل دعماً كبيراً لصناعة العملات المشفرة التي أسهمت بسخاء في تمويل حملته الرئاسية الأخيرة.
وقال ديفيد ساكس، مستشار البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية، على شبكات التواصل الاجتماعي، إن هذا الاحتياطي سيكون "نوعاً من فورت نوكس رقمي".
وفي الولايات المتحدة، فورت نوكس هو المكان الذي تخزن فيه الحكومة الأميركية احتياطياتها من الذهب. وفقاً لساكس، تمتلك الولايات المتحدة بالفعل حوالى 200 ألف بيتكوين تبلغ قيمتها زهاء 17,5 مليار دولار بالأسعار الحالية. وقد حُصل على هذه الأصول من جانب المحاكم ولم تُشترَ من قبل الحكومة الأميركية. وستُنقل هذه الأصول إلى هذا الاحتياطي الاستراتيجي، حيث ستُخزَّن إلى أجل غير مسمى. وأرجع محللون خسارة بيتكوين، رغم الإعلان، إلى أن السوق أبدت خيبة من عدم وجود سياسة شراء عامة للعملات الرقمية.
ارتفاع أسعار الذهب
وفي أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الاثنين، مدعومة بتراجع الدولار وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة جراء المخاوف من حرب تجارية عالمية، بينما ينتظر المستثمرون المزيد من الدلائل لتقييم موقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2914.42 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:52 بتوقيت غرينتش، في حين صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 2921.90 دولاراً.
ودفعت المخاوف بشأن سياسات الرسوم الجمركية لترامب الذهب إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 2956.15 دولاراً في 24 فبراير/ شباط. ويُنظر إلى الذهب باعتباره وسيلة للتحوط في أوقات الاضطرابات السياسية والتضخم، إلا أن بقاء الفائدة مرتفعة مدة أطول يقلل من جاذبية الأصل الذي لا يدر عوائد.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 32.56 دولاراً للأوقية، واستقر البلاتين عند 962.90 دولاراً، وانخفض البلاديوم 0.2% إلى 946.30 دولاراً.
(رويترز، العربي الجديد)
