كتب- محمد نصار:
يستعد علماء الفلك لاقتراب الكويكب الكبير نسبيًا (99942 أبوفيس) من الأرض بعد 4 سنوات من الآن، وتحديدًا يوم الجمعة 13 أبريل 2029.
وقال الدكتور ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إن الكويكب سيكون مرئيًا بالعين المجردة بسهولة، ولكنه لن يكون في مسار تصادمي مع كوكبنا.
وأضاف أن "أبو فيس" يعتبر مثيرًا للاهتمام حيث يبلغ قطر هذه الصخرة الفضائية حوالي 340 مترًا وخلال اقترابه من الأرض سيمر على مسافة تقدر بـ 31,643 كم فوق سطح الأرض وهو ما يُعد قريبًا جدًا مقارنة بالمسافة المتوسطة إلى القمر التي تبلغ حوالي 380,000 كم، وهذا يعني أنه سيتحرك عبر حزام الأقمار الصناعية المتزامنة مع دوران الأرض.
وأشار إلى أنه عند اقتراب الكويكب من مجال جاذبية الأرض في عام 2029، قد يتسبب ذلك في تمدد وتشوه الكويكب وحدوث انهيارات على سطحه وخلال ساعات الاقتراب ستكون الرادارات قادرة على تصوير سطحه بدقة تصل إلى بضعة أمتار، مما سيمكن العلماء من رصد أي تغيرات قد تطرأ عليه نتيجة تأثيرات الجاذبية.
وسيتمكن سكان أستراليا وجنوب آسيا وجنوب أوروبا وإفريقيا من رؤية الكويكب أبو فيس بالعين المجردة حيث سيظهر ساطعًا مثل نجم من القدر الثالث وبعد أن يتحرك الكويكب مبتعدًا عن الأرض ويبدأ في الخفوت سيصبح مرئيًا في شرق أمريكا الجنوبية.
ومع حلول المساء على طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، سيكون الكويكب مرئيًا عبر التلسكوب حيث سيظهر في جزء من السماء على بعد حوالي 15 درجة شمال عنقود نجوم الثريا.
ويخضع "أبو فيس" للمراقبة عن كثب منذ اكتشافه عام 2004، وقد أصبح من المؤكد أن احتمال اصطدامه بالأرض في عامي 2029 و2036 مستبعد ولا في الاقترابات القريبة التالية حتى عام 2105 على الأقل.
ويعتبر "أبو فيس"، مثل العديد من الكويكبات الأخرى، يحتمل أن يكون خطرًا وبحسب بعض التقديرات فإن كويكبًا بحجم "أبو فيس" قد يصطدم بالأرض مرة كل 80,000 سنة تقريبًا.
ويستخدم العلماء اقتراب الكويكب "أبو فيس" لاختبار قدرتهم على التعامل مع الكويكبات التي قد تشكل خطرًا على الأرض، وسيُسهم هذا في تحسين الدفاع الكوكبي، وهو برنامج يركز على تحديد الأجرام الفضائية التي قد تشكل تهديدًا، ورسم خرائط دقيقة لمساراتها ودراسة كيفية مقارنة مداراتها بمدار الأرض.
