استكملت الحكومة الجزائرية وشركة بلدنا القطرية آخر الترتيبات الضرورية لبدء التنفيذ العملي للمشروع المتكامل لإنتاج الحليب المجفف بالجنوب الجزائري، الذي يعد من أكبر المشاريع الزراعية بقيمة 3.5 مليارات دولار أميركي. ووقع وزير الزراعة الجزائري يوسف شرفة ورئيس مجلس إدارة شركة بلدنا الجزائر علي العلي على الاتفاقية النهائية لتنفيذ المشروع، واتفاقية ثانية تخص شراء الديوان الحكومي للحليب في الجزائر، لكامل كميات الحليب المجفف المنتج من قبل مشروع شركة بلدنا الجزائر.
وتبلغ تكلفة المشروع 3.5 مليارات دولار، وسيتم إنجاز المشروع في منطقة أدرار جنوبي الجزائر، على مساحة 117 ألف هكتار، حيث سيشمل مزارع لإنتاج الأعلاف، ومزارع لتربية الأبقار وإنتاج الحليب واللحوم، ومصنعا لإنتاج الحليب المجفف.
ويهدف المشروع الى إنتاج 50 في المائة، من احتياجات السوق الجزائرية من الحليب المجفف محلياً سعياً إلى الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، حيث يتوقع أن يبلغ إنتاج المشروع في السنة التاسعة للمشروع أكثر من 194 الف طن من الحليب المجفف، ما سيقلص واردات الجزائر من الحليب المجفف، والتي أتبلغ في الوقت الحالي ما يقارب الملياري دولار سنويا.
ويذكر أن لقاء الأعمال القطري الجزائري الذي عقد في الدوحة في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بحث تعزيز علاقات التعاون التجاري والاقتصادي والفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين. وفي الصدد، قال النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، راشد بن حمد العذبة، في افتتاح اللقاء، إن علاقات بلاده والجزائر شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، لا سيما في الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة، مما يعكس الرغبة الأكيدة نحو رفع مستوى التعاون وإقامة شراكة استراتيجية.
وبيّن أن التبادل التجاري بين البلدين شهد نمواً متصاعداً إذ تضاعف خلال ثلاث سنوات ليبلغ 297 مليون ريال (81.5 مليون دولار) في العام الماضي مقابل 132 مليون ريال في 2020، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري لا يزال دون مستوى التطلعات، معرباً عن قناعته التامة بالدور الرئيسي الذي يمكن ان يلعبه القطاع الخاص في رفع مستوى التعاون التجاري والاقتصادي.
وسيسمح المشروع بنقل التكنولوجيا الحديثة وآخر تقنيات إنتاج الحليب إضافة إلى تزويد السوق المحلي باللحوم الحمراء، بمقدار 84 ألف رأس من العجول سنوياً موجهة لتزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء، ويوفر أزيد من خمسة آلاف منصب شغل مباشر.
