شهيدان ومصابون في جنين بعد إطلاق الاحتلال عملية "السور الحديدي"

منذ ٢ شهور ٣٣

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وحرس الحدود، في بيان مقتضب، اليوم الثلاثاء، إطلاق عملية عسكرية في جنين تحت اسم "السور الحديدي"، في عدوان جديد يضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية. وانطلق العدوان مع اقتحام قوات خاصة إسرائيلية، ظهر اليوم، حي الجابريات المحيط بمخيم جنين شمالي مدينة جنين شمالي الضفة، وسط إطلاق صافرات الإنذار لتنبيه المقاومين، في وقت انسحبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من محيط المخيم.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنه بعد الاقتحام الأولي للقوات الخاصة الإسرائيلية، دخلت تعزيزات إضافية من جيش الاحتلال إلى المدينة وأطراف المخيم. ووفقاً لمصادر محلية، لوحظ انسحاب الأجهزة الأمنية الفلسطينية من محيط مخيم جنين، بعد أن حاصرته لمدة 47 يوماً، في أحداث دامية أسفرت عن مقتل 15 فلسطينياً، بينهم 6 من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وبحسب مصادر محلية، فقد حوّلت قوات الاحتلال عدداً من المباني السكنية المحيطة بمخيم جنين إلى ثكنات عسكرية ونقاط للقناصة.

مشاهد من اقتحام جيش الاحتلال لمدينة #جنين ومخيمها شمالي الضفة pic.twitter.com/7sri62Wqiq

— العربي الجديد (@alaraby_ar) January 21, 2025

ومع إعلان جيش الاحتلال انطلاق عدوانه الجديد، هاجمت طائرة مسيّرة موقعاً في جنين، كما أطلقت قوات الاحتلال النار من طائرة أباتشي على المخيم، ما أسفر عن سقوط شهيدين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، مشيرة كذلك إلى وصول نحو 25 إصابة إلى مستشفيات ابن سينا والأمل والشفاء، جراء عدوان الاحتلال على جنين، وذلك بعدما تحدثت في وقت سابق عن نقل 4 إصابات إلى مستشفى جنين الحكومي.

#شاهد | طيران الاحتلال يطلق نيران رشاشاته تجاه مدينة #جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية pic.twitter.com/csuvVDY68L

— العربي الجديد (@alaraby_ar) January 21, 2025

من جهتها، تحدثت إذاعة جيش الاحتلال عن أن العملية في جنين بدأت بغارة جوية لطائرة مسيّرة استهدفت عدة بنى تحتية، مشيرة إلى أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الوحدات الخاصة، والشاباك، وحرس الحدود، ستعمل في أنحاء جنين في الأيام المقبلة. وقالت الإذاعة: "إن العملية سوف تستمر طالما كان ذلك ضرورياً. وللعملية أهداف واضحة ـ مواصلة الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وتدمير وتحييد البنية التحتية للإرهاب والقنابل الموقوتة".

وتزامنت عملية الاقتحام مع اشتباكات عنيفة دارت بين المقاومين وقوات الاحتلال، وأكدت كتيبة جنين في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها تمكنوا من اكتشاف قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى حي الهدف، وإيقاعها بحقل من النيران، وتحقيق إصابات مؤكدة. يأتي هذا بينما يستعد جيش الاحتلال لنقل قوات من غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، في وقت قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، أمس الاثنين، إن على الجيش الاستعداد لشن عمليات عسكرية واسعة في الضفة قد تبدأ قريباً.

وفي السياق، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن "التهديد الذي يواجه الاستيطان والمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) وعلى خط التماس يزداد سوءاً". وبحسب قوله "يدرك أعداؤنا أن هذه هي الجبهة المفتوحة الوحيدة اليوم. المكان الوحيد الذي توجد فيه مواجهات وإطلاق نار وإرهاب ضد دولة إسرائيل، وبالتالي المحور الإيراني الذي عمل على زعزعة استقرار المنطقة، يستمر في العمل على خلق الإرهاب من خلال التمويل والتوجيه والتسليح".

وأضاف كاتس أنه أصدر تعليماته لجيش الاحتلال "بالعمل بقوة لحماية جميع المستوطنات والمستوطنين. وهذا أمر تم وسيتم تنفيذه، من أجل الهجوم بقوة كبيرة وإحباط الإرهاب"، بحسب زعمه.

وذكر موقع والاه العبري، أنه "بسبب الفترة الحساسة، تم تعزيز فرقة يهودا والسامرة بوحدات خاصة وسرايا قتالية لأغراض تأمين الطرق، والمستوطنات، والتعامل مع الأحداث العنيفة والاعتقالات على نطاق واسع". ونقل الموقع تقديرات جيش الاحتلال و"الشاباك"، بأن إطلاق سراح أسرى صفقة غزة إلى الضفة الغربية، "من شأنه أن يؤدي إلى زيادة التحريض ضد إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتطرف في الشارع الفلسطيني، وتشجيع الشباب على ... تنفيذ عمليات"، وفقاً للمزاعم الإسرائيلية، فيما تم عرض المخاطر والفرص، على المستوى السياسي.

قراءة المقال بالكامل