طاقات... مركز تكنولوجي من قلب أنقاض غزة

منذ ٢ شهور ٢١

في دير البلح وسط غزة، وربيع 2024، أسّس مهندس البرمجيات الفلسطيني، شريف نعيم، "طاقات"، وهو مركز تكنولوجي تحوّل إلى شريان حياة لشباب غزة. فخلال الحرب لعب "طاقات" دوراً محورياً في تخفيف آثار الحرب بتقديم حلول مبتكرة وسريعة للمشاكل التي واجهها العاملون في ريادة الأعمال والعمل الحر في القطاع المنكوب.

ويقول نعيم في فيديو تعريفي عبر حساب المبادرة إنه "منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، هناك عدد كبير من الشباب والفتيات الذين كانوا يعملون عبر الإنترنت في العديد من المجالات المختلفة، من البرمجة والتصميم وكتابة المحتوى والتصوير، وكانوا يعملون مع شركات خارج قطاع غزة. هؤلاء الشباب تعطلت أعمالهم وفقدوا فرص العمل ومصدر دخلهم خلال فترة الحرب، ما أثقل كاهلهم وزاد من أعبائهم". وفقد أهالي غزة أعمالهم وبيوتهم وأفراد عائلاتهم، وحياتهم، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي استمر لـ471 يوماً، وخلّف 47,161 شهيداً و111,166 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

"طاقات" تعيد الأمل للشباب

يتابع نعيم أن مبادرة "طاقات" أتت "لتعيد الأمل لهؤلاء الشباب في الحياة والعودة لممارسة أعمالهم. وكانت هناك تجارب ناجحة بحمد لله. عدد من الشباب هم مع الشركة المشغلة لهم بعد توافر الفرصة المناسبة لممارسة العمل وتمت استعادة العمل الخاص". وفعلت "طاقات" كل ما بوسعها للحفاظ على استدامة نشاطات رواد الأعمال ودعم المستقلين. مثلاً، أدركت أن توفير الكهرباء والإنترنت هو الحد الأدنى من متطلبات البنية التحتية التي ينطلق من خلالها المستقلون ورواد الأعمال. لذا جهّزت مساحات العمل في أولى مراكزها مدعمة بالطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء، وأمّنت الإنترنت عالي السرعة، وفتحت أبواب المركز على مدار الساعة للعاملين الذين فقدوا القدرة على العمل من منازلهم بسبب العدوان.

وشملت جهود "طاقات" برامج لدعم الصحة النفسية لرواد الأعمال المتأثرين بالضغوط النفسية الناتجة من الحرب، وتضمنت هذه البرامج جلسات إرشاد فردية وورش عمل لبناء المرونة النفسية. كذلك ساعدت المستقلين في التواصل مع عملائهم حول العالم، فخصّصت فرق دعم لتنسيق العمل مع العملاء وتقديم التوضيحات حول الظروف التي يمرّ بها المستقلون في غزة، ما ساعد في الحفاظ على الثقة واستمرار المشاريع. وأطلقت برنامج مساعدات مالية تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تأثرت مباشرةً بالعدوان، وهو ما ساعد المستفيدين على شراء المعدات الأساسية واستئناف أعمالهم في أسرع وقت ممكن.

"لا مجال لتبقى الشمس محجوبة"

بعد انخفاض حدة العدوان، نظمت "طاقات" ورش عمل تدريبية ركزت على التعافي وإعادة بناء الأعمال المتضررة، مع استشارات مجانية للمشاريع الناشئة. وقدمت ما يزيد على 100 ألف ساعة عمل للشباب بإمكانات جيدة. والآن لدى المبادرة ثلاثة فروع على الأقل مزودة بإنترنت فائق السرعة وكهرباء، وتعمل على تجهيز فرعين آخرين. ويقول فريق المبادرة عبر موقعها الرسمي إنه يرسل "رسالة مختومة بطابع الإصرار فحواها أن لا مجال لتبقى الشمس محجوبة، وأن لا كفّ تقدر على أن تمسك الفجر عن ستار الليل، وأن الضرورة وأحكامها تتواطآن في خدمة الأهداف النبيلة".

قراءة المقال بالكامل