عامل فلسطيني يوجّه ضربة لأولى "معارك" رئيس الأركان الإسرائيلي

منذ ١ أسبوع ١٩

تمكّن فلسطيني من جنين، اليوم الثلاثاء، من اقتحام قاعدة عسكرية إسرائيلية، ودهس جندي والتجوّل فيها، قبل أن تلقي شرطة الاحتلال القبض عليه، وتعلن أن الحديث عن لصّ سرق سيارة وفرّ بها وخلال فراره اقتحم المعسكر، والخلفية جنائية. يأتي الحادث على الرغم من حالة التأهّب المستمرة في صفوق جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل الأوضاع الأمنية والقرارات المشدّدة التي اتّخذها رئيس هيئة الأركان الجديد إيال زامير وحماسته الزائدة للحرب وإلغائه الإجازات الجماعية في صفوف الجيش خلال الأعياد اليهودية حفاظاً على اليقظة والتأهب.

 في هذا السياق، لفت مراسل الشؤون العسكرية في هيئة البث الإسرائيلي (كان) إيتي بلومنتال إلى أنّ "السارق" الفلسطيني وجه عملياً "ضربة قاضية" لزامير، موضحاً أن الأخير تولّى منصبه في الأسبوع الماضي مندفعاً نحو سلسلة قرارات تهدف إلى رفع جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب بعد الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو الإخفاق الذي فاجأ الجيش، الذي بدا غير مستعد للتعامل مع حرب مباغتة.

وذكر الكاتب أن من بين قرارات زامير إلغاء الإجازات المُركزة في القواعد ووحدات الدعم خلال فترات الأعياد، كما أعلن أن عام 2025 سيكون "عام الحرب"، وأنه مطلوب من قادة الجيش تحديد "خطوط حمراء" في كل واحدة من الجبهات، وتحديد حالات تأهب وردود فعل سريعة على كل تهديد، حيث قال: "الدفاع هو المهمة رقم واحد". ولكن صباح اليوم، يقول الكاتب، "الروح القتالية التي جاء بها رئيس الأركان الجديد انهارت بسبب الإخفاق في قاعدة تسريفين، وهي قاعدة شهدت قبل أقل من عام عملية دهس قاتلة".

وأضاف مراسل "كان" أن "عاملاً فلسطينياً من جنين سرق سيارة في منطقة تل أبيب، وتمكن من اختراق بوابة القاعدة العسكرية، رغم التوتر الأمني، والتجوّل داخلها بسيارته لعدة دقائق. هذه المرة كان مجرد لص سيارة، ولكن لو كان الأمر يتعلق بمخرّب (على حد تعبيره)، لكنّا في وضع مختلف تماماً. في اختبار النتيجة، أنظمة الدفاع في قاعدة تسريفين هذا الصباح فشلت. الدفاع أخفق. الدفاع ليس الأولوية رقم واحد".

وتابع: "من الأسهل والأبسط الوصول إلى الجبهة والانضمام إلى الجنود الموجودين على خطوط المنطقة العازلة في غزة، كما فعل زامير في أول يوم له في منصبه. ومع ذلك، في الوحدات الطرفية والقواعد الخلفية مثل قاعدة تسريفين، يجب أن يتغير شيء ما بشكل فوري".

تأهب طوال العام

ويوم أمس، أفاد موقع واينت العبري بأنه بعد حوالي أسبوع من نشر تحقيقات جيش الاحتلال حول إخفاق السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي تناولت، من بين أمور أخرى، أداء القوات القليلة التي كانت على حدود غزة في ذلك الصباح، قرّر رئيس الأركان الجديد إلغاء جميع "فترات الصمت"، كما تُسمى، في إشارة إلى الإجازات الجماعية في فترة الأعياد. وأعلن زامير عن هذه الخطوة "الدراماتيكية" في محادثة مع كبار قادة الجيش، قائلاً إن هذا الإجراء لم يعد موجوداً، وإن "الجيش سيكون في حالة تأهب طوال العام".

ويدور الحديث عن عطلات مركّزة للوحدات، والتي تظل خلالها بعض القواعد العسكرية مع عدد أقل من القوات، ويتم إغلاق بعض الأجنحة مؤقتاً. وكشفت تحقيقات السابع من أكتوبر أن حركة حماس، التي خدعت جيش الاحتلال، استغلت حقيقة أن فرقة غزة ووحدات الاستخبارات والقوات الجوية كانت في عطلة منتظمة ومعروفة بمناسبة عيد العرش. وزعم التحقيق، من بين أمور أخرى، أن مهندس "طوفان الأقصى" يحيى السنوار قال إنه في العيد وأيام الجمعة "لا يتركون الكثير من الناس".

وعلى الرغم من قرار زامير، فإن مسؤولين كباراً في الجيش الإسرائيلي يقولون إن أحداث السابع من أكتوبر لم تكن ناجمة فقط عن نقص مؤقت في القوة بسبب العطلات، بل بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك الفشل الاستخباراتي، والأعطال التشغيلية، والتخطيط الاستراتيجي من قبل "العدو".

قراءة المقال بالكامل