أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعه، مساء اليوم السبت، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على هامش مشاركته في احتفالات الذكرى الثمانين للنصر على النازية في موسكو. وشدد عباس على الحاجة الملحة لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة من طعام وماء ودواء ووقود إلى القطاع المحاصر بشكل كامل منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
وجدد الرئيس الفلسطيني تأكيد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ووقف الاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية بما فيها القدس، والاقتحامات الخطيرة للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس. وأطلع عباس الرئيس الروسي على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان متواصل يستهدف المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ، وكذا التدمير الكامل للبنية التحتية، وحرب التجويع.
بدوره، جدد الرئيس الروسي تأكيده مواقف بلاده الداعمة للشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة وفق القوانين والشرعية الدولية، كما جدد تأكيد أهمية وقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة وعدم تهجير الفلسطينيين خارج بلادهم. وحضر الاجتماع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني ومستشار الرئيس الفلسطيني الخاص ياسر عباس والمشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عساف وسفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل.
من جانب آخر، التقى نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ، اليوم السبت، وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي في مقر الوزارة في القاهرة. في بداية اللقاء، أشاد الشيخ بجهود الوساطة التي تضطلع بها مصر لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وجهودها لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
وأكد الشيخ أن أولوية دولة فلسطين هي وقف إطلاق النار بشكل فوري وعاجل، وإدخال المساعدات الإنسانية، وضرورة تولي دولة فلسطين مسؤولياتها المدنية والأمنية، وانسحاب قوات الاحتلال والذهاب إلى عملية سياسة تستند إلى الشرعية الدولية. وبحث الجانبان التنسيق المشترك الفلسطيني المصري لتنفيذ خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة وفقاً للخطة العربية الإسلامية.
بدوره، رحب وزير الخارجية المصري بزيارة نائب الرئيس الفلسطيني وأهميتها في زيادة التنسيق المشترك، معرباً عن دعم مصر الكامل لدولة فلسطين والإصلاحات التي تضطلع بها، والتي سبق أن أعلن عنها عباس خلال القمة العربية الاستثنائية في القاهرة. وأكد عبد العاطي استمرار مصر في جهود الوساطة لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى جهودها الحثيثة من أجل تعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع في ظل التدهور السريع في الأوضاع الإنسانية، مشدداً على رفض مصر الكامل لاستخدام إسرائيل التجويع سياسةً للعقاب الجماعي.
وتطرق وزير الخارجية المصري إلى مسألة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في القطاع وفقاً للخطة العربية الإسلامية، مستعرضاً مستجدات التحضيرات الجارية لاستضافة مصر مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار قطاع غزة بالشراكة مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية. وشدد عبد العاطي على أهمية خلق أفق سياسي جاد يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك باعتباره الحل الوحيد لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبما يسمح بتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة على أسس راسخة.
