توجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى العاصمة القطرية الدوحة، صباح اليوم الأربعاء، لمتابعة مخرجات القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة، وكذلك نتائج الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، واللذين تناولا سبل تنفيذ الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، بحسب بيان للخارجية المصرية.
وكانت القمة العربية غير العادية التي عُقدت في القاهرة قد شهدت توافقاً بين الدول الأعضاء على آلية تنفيذ عاجلة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، مع التركيز على جهود إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة. وأعلنت مصر، من خلال الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة متكاملة تتضمن إعادة بناء البنية التحتية، وإدخال المساعدات الطبية والغذائية، فضلاً عن دعم القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والطاقة. وقد حظيت المبادرة المصرية بتأييد عربي واسع، حيث أكدت دول عدة التزامها بالمشاركة في جهود الإعمار، سواء من خلال التمويل أو توفير الدعم اللوجستي والإنساني.
وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه قطاع غزة أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، نتيجة التصعيد العسكري المستمر، حيث تزايدت الحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية. وأكدت مصر في أكثر من مناسبة، أهمية الحل السياسي الشامل الذي يضمن وقف العدوان، وإيصال المساعدات، والبدء الفوري بإعادة الإعمار، وفق رؤية تضمن الاستقرار على المدى الطويل. ومن المقرر أن يعقد الوزير عبد العاطي لقاءات مع مسؤولين قطريين وشخصيات دبلوماسية لبحث سبل تفعيل آليات تنفيذ الخطة العربية، والتنسيق بشأن الخطوات المقبلة، وذلك في إطار الدور المصري الفاعل في دعم القضية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وتتزامن زيارة وزير الخارجية المصري إلى الدوحة مع بدء محادثات في العاصمة القطرية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد أيام من المماطلة الإسرائيلية، في وقت تشير تقديرات الاحتلال إلى احتمالات ضعيفة بشأن التوصل إلى اتفاق في محادثات الدوحة، بحجة أن حركة حماس قد لا توافق على ما يُسمى مقترح (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف المحدّث، والذي يتضمن الإفراج عن عشرة محتجزين إسرائيليين أحياء في اليوم الأول من تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً إضافية، من بينهم عِدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية.
