في أول مقابلة صحافية يجريها منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة، اقترح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إرسال الإسرائيليين إلى جزيرة غرينلاند في سخرية من اقتراح ترامب بـ"تطهير" غزة من الفلسطينيين. وقال عراقجي في مقابلة مع سكاي نيوز في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الثلاثاء: "أعتقد أن هذا مشروع حاول تنفيذه الكثير من الناس في الماضي، لكنهم فشلوا جميعاً. فلسطين لا يمكن محوها من المنطقة والفلسطينيون لا يمكن طردهم".
وأضاف: "اقتراحي هو شيء آخر. فبدلاً من الفلسطينيين، حاول طرد الإسرائيليين واصطحبهم إلى غرينلاند حتى يتمكنوا من قتل عصفورين بحجر واحد. هكذا يحلون المشكلة في غرينلاند وسيكون مكاناً جيداً للإسرائيليين"، فسأله مذيع سكاي نيوز: "ألا تعتقد أن للإسرائيليين حق العيش في ما يعتبرونه وطنهم؟"، فردّ عراقجي: "كل شخص لديه الحق في العيش، لكن لا أحد لديه الحق في احتلال أراضي الآخرين. هذه أراضي الفلسطينيين، والفلسطينيون من يقررون بشأن أرضهم ومصيرهم". واعترف عراقجي في اللقاء بأن حلفاء إيران في المنطقة ضعفوا قائلًا: "لقد تضررت حماس وحزب الله. ولكن في الوقت نفسه، فإنهم يعيدون بناء أنفسهم، لأنه كما قلت، هذه مدرسة فكرية، هذه فكرة، هذه قضية، هذه فكرة مثالية ستظل موجودة".
وقالت سكاي نيوز إن المقابلة جاءت بدعوة من وزير الخارجية الإيراني، الذي اغتنم الفرصة للحديث عن هجوم إسرائيلي على برنامج إيران النووي بدعم أميركي، وحذّر عراقجي إسرائيل والولايات المتحدة من مهاجمة منشآت إيران النووية، معتبراً أن ذلك سيكون قراراً مجنوناً وسوف ينعكس على المنطقة كلها، وقال: "لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيواجه برد فوري وحاسم. لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك الشيء المجنون. هذا جنون حقيقي. وهذا من شأنه أن يحول المنطقة بأكملها إلى كارثة سيئة للغاية".
وعلى الرغم من استعداده للاستماع إلى ترامب يرى عراقجي أن الأمر سيستغرق أكثر من ذلك بكثير لإقناع إيران بضرورة بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة نحو صفقة أخرى، بالنظر إلى ما حدث مع الصفقة الأولى. وقال: "الوضع مختلف وأكثر صعوبة بكثير من المرة السابقة. يجب على الجانب الآخر القيام بالكثير من الأشياء لشراء ثقتنا. لم نسمع شيئاً سوى كلمة (لطيفة) ومن الواضح أن هذا ليس كافياً".
وكان ترامب لمّح في تصريحات سابقة إلى أنه يفضل الحل الدبلوماسي، قائلاً إن صفقة جديدة مع إيران ستكون "لطيفة"، إلا أنه قال أيضاً إنه سيفكر في خيار عسكري تنفذه إسرائيل في حال عدم نجاح الحل الديبلوماسي. وفي فترة ولايته الأولى، تراجع ترامب عن دعم أميركا للاتفاق الدولي الذي تم التفاوض عليه بشأن برنامج الأسلحة النووية المزعوم لإيران، والذي شهد الحد من تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات. فيما تُصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية وسلمية. ومع ذلك، منذ تراجع ترامب عن الاتفاق، عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم لمستويات ليس لها غرض آخر غير بناء سلاح نووي، بحسب ما تقوله الحكومات الغربية.
