جددت الجزائر على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف، اليوم الخميس، دعوتها إلى وقف التدخلات الأجنبية في ليبيا، واعتبرت أنّ ذلك يشكل المفتاح الرئيس لحل الأزمة الليبية وتمهيد الطريق لإنجاز انتخابات عامة نيابية ورئاسية تساعد على عودة توحيد مؤسسات الدولة الليبية.
وقال عطاف، خلال لقائه رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هانا سيروا تيتيه التي تقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، إنّ الموقف الجزائري بشأن الأزمة الليبية يرتكز على أنّ "حلّ الأزمة الليبية لن يأتي إلا عبر مسار ليبي-ليبي. مسار جامع لا يُقصي ولا يستثني أحداً، وثانياً إن حلّ الأزمة الليبية يجب أن يهدف في المقام الأول والأخير إلى تعزيز الوحدة الوطنية الليبية وتحصين السلامة الترابية لهذا البلد الشقيق"، وفق ما أوردته الخارجية الجزائرية في بيان.
وشدد عطاف على أنّ أي حل سياسي للأزمة الليبية "يجب أن يضع نصب أولوياته وأهدافه توحيد كافة المؤسسات الوطنية الليبية والقضاء على جميع مظاهر الانقسام والانشقاق في المشهد الليبي"، لافتاً إلى أنّ الجزائر مقتنعة بأنّ "مفتاح حلّ الأزمة الليبية يكمن في وضع حدّ للتدخلات الخارجية بكافة أشكالها وأنواعها وتمكين الليبيين من تحديد مصيرهم بأنفسهم" عبر إجراء انتخابات مباشرة.
استقبل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيّد @AhmedAttaf_Dz، اليوم بمقر الوزارة، المُمثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا🇱🇾السيدة هانا سيروا تيتيه، التي تقوم بزيارة رسمية إلى🇩🇿 @UNSMILibya pic.twitter.com/RCgvnIHwve
— وزارة الشؤون الخارجية| MFA-Algeria (@Algeria_MFA) March 13, 2025وبُحثت خلال اللقاء مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية وآفاق تسوية الأزمة السياسية بهذا البلد، وجدد وزير الخارجية الجزائري استعداد الجزائر لمدّ رئيسة بعثة الأمم المتحدة بكافة أشكال الدعم والمساندة في أداء مهامها.
ومن شأن القمة المغاربية بين الجزائر وليبيا وتونس، التي ستعقد الشهر المقبل في طرابلس بين قادة الدول الثلاث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أن تكون بمثابة فرصة أخرى لكل من الجزائر وتونس، بصفتهما من دول جوار ليبيا ومعنيتين بشكل كبير بالأزمة وتداعياتها، لتجديد الموقف والدعوة إلى إسناد ليبيا لحل الأزمة المؤسساتية القائمة في البلاد.
وكان وزيرا خارجية الجزائر أحمد عطاف والتونسي محمد علي النفطي والوزير الليبي المُكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية بدولة ليبيا الطاهر الباعور قد عقدوا اجتماعاً في العاصمة المصرية القاهرة قُبيل انطلاق أشغال القمة العربية الطارئة، في الرابع من الشهر الجاري، لبحث التحضيرات المُتعلقة بتنظيم القمة الثلاثية المقبلة المقررة بالعاصمة الليبية طرابلس، والاتفاق على خطوات وترتيبات كفيلة بضمان نجاح أشغال هذه القمة.
