كتب- محمد نصار:
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ندوة بعنوان "بؤر الصراع الإقليمي ومخاطر الأمن القومي المصري"، وذلك على هامش فعاليات معرض الكتاب.
وقال اللواء أركان حرب وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية، إن الوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار جاءت بعدما فشلت إسرائيل في تنفيذ مخططها بضرب البنية التحتية الأساسية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مضيفًا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي ساندت قطاع غزة والتحركات الدبلوماسية كانت على مستوى عالٍ.
وأوضح أن النقطة الأغرب كانت جحود أمريكا والغرب فهم لم يشاهدوا أي دليل على الإبادات الجماعية للفلسطينيين، رغم كل ما كان يحدث، لذلك تركوا المجال لإسرائيل لتفعل ما تشاء، مضيفًا أن المبادرة التي على أساسها تم وقف إطلاق النيران كانت من مصر حيث قدمتها في مارس وفي مايو من العام الماضي.
وتابع: مصر كان لها باع طويل من الدبلوماسية مع قطر وأمريكا في توقيع هذا الاتفاق والمحاور المصري ذكي جدًا، حيث أصرت ومصر على انسحاب إسرائيل من محور صلاح الدين.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ادعى أنه هو من أقام هذا الاتفاق ولم توافق عليه إسرائيل، موضحًا أن إسرائيل وصلت لمرحلة لم تستطع معها اتخاذ أي قرار استراتيجي، ولا يردعها إلا حروب الاستنزاف، لذلك الهدنة ستستمر لأن إسرائيل لن تتحمل حرب استنزاف مرة أخرى في غزة لأنها أُنهكت في غزة ولبنان.
وواصل: القضية الفلسطينية لمصر قضية أمن قومي، والمستقبل ليس جيدًا لأن إسرائيل لم تعرف العيش في استقرار وتحل الأزمات بأزمات، لذلك يجب أن تتماسك الجبهة الداخلية للحفاظ على بلدنا فالجيش المصري له طبيعة مختلفة عن جيوش المنطقة بالكامل.
وأكد اللواء أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، أن منطقة الشرق الأوسط تعيش في دوامة من الصراعات المتشابكة، موضحًا أن الصراعات نوعان، الأول يرتبط بالأساس مع القضية الفلسطينية وحزب الله في لبنان والعراق وسوريا واليمن، والنوع الثاني حروب الدول الفاشلة ويربط بينهم المليشيات، وهي لها أهداف، والصراعات التقليدية وهي صراعات الجيوش المنتظمة أصبحت غير موجودة.
وأضاف أن الخاسر الأكبر في الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط هى إيران لأنها قامت على مدار أعوام بتقوية أذرعها ولكنها فشلت والمستفيد الأكبر في المنطقة هي إسرائيل، موضحًا أن مشروع الدولة الوطنية في خطر لذلك لا بد من وجود إرادة فلسطينية وإرادة إسرائيلية وموقف عربي موحد ودولي بعيدًا عن ازدواجية المعايير قادر على ردع إسرائيل.
وقال إن الصراعات في المنطقة ستمتد، لذلك فتواجد الجيش المصري في سيناء حق مشروع ومعلن لإسرائيل بما لا يخالف معاهدة السلام، موضحًا أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية وممتدة ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك مناوشات وموضوع المساعدات ثانوي بالنسبة لمصر، والدولة المصرية هي دولة مؤسسات ومصر أعلنت بشكل رسمي التزامها بمسئوليات تجاه المنطقة ولن تترك الساحة لدول غير عربية للتدخل.
من جانبه، قال النائب طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن الاحتلال منذ القدم كان يعمل على تقسيم المنطقة ليكون هناك صراعات، مضيفًا أنه منذ أطلق على الوطن العربي لفظ الشرق الأوسط وهناك تقسيمات وحروب داخلية.
