كتب اللاعب المصري عمر مرموش فصلاً جديداً من قصص النجاح والطموح اللامحدود، بعد انتقاله من الدوري الألماني وناديه آينتراخت فرانكفورت إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، وبالتحديد إلى مانشستر سيتي، أحد عمالقة البريمييرليغ ودوري أبطال أوروبا، بمقابل يصل إلى 80 مليون يورو لمدة خمس سنوات.
ويُعد سيتي، المدجج بكوكبة من النجوم العالميين وبقيادة المدير الفني الإسباني بيب غوارديولا، الحلم والطموح الذي يساعد اللاعب على الوصول إلى طريق النجاح. مرموش رمز وقدوة للشباب المثابر والطموح في رحلة نجاح جديدة للنجوم العرب في الملاعب الأوروبية بخطوات صادقة، غربة، جد، تعب وصبر على كل الظروف والصعوبات والتحديات.
بداية رحلة عمر مرموش كانت في السابع من فبراير/شباط 1999، تاريخ ميلاده بالقاهرة لأسرة ميسورة الحال، تلقى تعليمه بالمدارس الأميركية ونال شهادة جامعية في إدارة الأعمال، التحق بأحد أندية أولاد الذوات، نادي وادي دجلة، في قطاع الناشئين، لفت الأنظار بعمر 17 سنة عندما صعد للفريق الأول سنة 2016، ثم التحق برديف نادي فولفسبورغ الألماني في سنة 2017، قبل أن يصعد سنة 2020 للفريق الأول، وتمت إعارته عام 2021 لنادي سان باولي لاكتساب الخبرة والمشاركة في عدد أكبر من المباريات.
انتقل بعد ذلك بنظام الإعارة مرة أخرى إلى فريق شتوتغارت في موسم 2021-2022، قبل أن يعود مره أخرى إلى فولفسبورغ في موسم 2022-2023، ثم بدأت اتطلاقته الفعلية من خلال انتقاله لفريق آينتراخت فرانكفورت ليقدم موسماً استثنائياً باحتلاله المركز السادس بالدوري، المؤهل لمسابقة الدوري الأوروبي، إذ لعب 41 مباراة إجمالاً، وسجل 17 هدفاً وصنع ستة أهداف، 12 هدفاً منها في بطولة الدوري. ثم واصل التألق في الموسم الحالي بخوض 26 مباراة مسجلاً 20 هدفاً في 15 مباراة في الدوري ليحتل المركز الثاني في قائمة هدافي البوندسليغا خلف الإنكليزي هاري كين، نجم بايرن ميونخ، المتصدر برصيد 16 هدفاً وصناعة 13 هدفاً، لتكتمل مسيرته بوداع أسطوري قبل مباراة فريقه أمام بوروسيا دورتموند، في لحظات التكريم والوفاء ونهاية تاريخية من جماهير فرانكفورت وزملائه اللاعبين.
تحقيق حلم الانتقال إلى الدوري الإنكليزي طريق صعب مليء بالتحديات، نقلة تاريخيه إلى دوري صعب في تحدٍ جديد من الدوري الألماني المميز باللعب المباشر والسريع والتحولات واستغلال المساحات والفراغات، إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، المميز بدائرة أكبر من المنافسة على اللقب، بالشراسة والقوة البدنية، سرعات، التحامات، ضغوط جماهيرية وإعلامية، مع فريق مانشستر سيتي سيّد البطولات المحلية خلال السنوات الأخيرة بتتويجه بثمانية ألقاب في الدوري الممتاز (خمسة منها آخر ستة مواسم)، وأوروبياً وعالمياً بالتتويج بلقب دوري الأبطال في سنة 2023، وكذلك تحقيق لقب السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، وهذا مع مدرب اسمه بيب غوارديولا، الذي يُعد من أفضل مدربي كرة القدم تاريخياً، ومع كوكبة من النجوم.
مهمة مرموش لن تكون سهلة للانصهار، الانسجام، التأقلم مع الأفكار وأساليب لعب مختلفة قائمة على السيطرة والاستحواذ وفلسفة اللعب الجماعي من خلال توظيف واستثمار قدرات ومهارات النجوم لخدمة الأفكار وخطط اللعب، ولعب أدوار جديدة برؤية فنية مختلفة عمّا سبق من تجارب وخبرات، إلى جانب أهمية سرعة التكيف مع أفكار المدرب والزملاء بالفريق.
رهان كبير وثقة بقدرات اللاعب الموهوب عمر مرموش على النجاح، المثابر الذي لم يتوقف عن مواصلة رحلة النجاح خطوة خطوة بمحطته الجديدة. يُطرح سؤال مهم، لماذا اختار بيب غوارديولا عمر مرموش في هذه الفترة الصعبة للنادي التي تتميز بتراجع ترتيبه في الدوري وتعرضه لخسارات عدة؟ فمرموش يتميز بالمهارات، السرعة، المراوغة، الرؤية، استغلال المساحات، التهديف والصناعة، يتميز بالمرونة التكتيكية، التوظيف وقدرة على اللعب بمختلف مراكز الخط الأمامي، أي المراكز الهجومية، كرأس حربة، على الأطراف، وخلف المهاجم كصانع لعب خلف الهداف ونجم الفريق، النرويجي إيرلينغ هالاند، وتعويض دور الأرجنتيني جوليان ألفاريز، الذي انتقل إلى صفوف أتلتيكو مدريد في بداية الموسم الحالي.
قصة جديدة من قصص النجاح ونموذج آخر بعد الأسطورة محمد صلاح ورحلة نجاحه وصولاً إلى نادي ليفربول، لكن بشكل ومضمون مختلفين. مرموش سيبدأ رحلته الجديدة بعقلية وهوية احترافية ناجحة، هو الذي يرى أبعد ممّا يراه الآخرون، سر نجاحه أنه دائماً يخطو للأمام، فالنجاحات لا تتحقق بالنيات والأمنيات، بل بالإرادة والعمل الدؤوب والجهد، ليُحقق مرموش النجاح ويصنع المعجزات، بالأمس كان يحلم واليوم أصبح حقيقة.
