بعد أيام من التوترات الدامية، تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في مجمل مناطق الساحل السوري، مع انتشار مزيد من قوات الأمن العام التابعة للحكومة في مناطق التوتر، وعودة تدريجية للسكان الفارين من مناطقهم، فيما تفقد مسؤولون حكوميون المنطقة.
وبدأ أهالي حي القصور في مدينة بانياس الساحلية العودة إلى منازلهم، وذلك بعد انتشار قوات الأمن العام، لبسط الأمن وحماية المواطنين وممتلكاتهم، بعد الأحداث الأخيرة التي بدأت مع مهاجمة فلول النظام عناصر الأمن البائد، وأسفرت في المحصلة عن مقتل مئات الأشخاص، من عسكريين ومدنيين.
وعبّر العائدون عن ارتياحهم لوجود قوات الأمن العام، وأكدوا وقوفهم مع الدولة السورية في جهودها الرامية لحفظ الأمن ومنع أي عمليات تخريبية. كما عبروا عن ارتياحهم لعودة الخدمات الأساسية مثل توفر الخبز وعودة المحال التجارية للعمل، مطالبين بالإسراع بإعادة التيار الكهربائي والمياه.
وإلى جانب مدينة بانياس، انتشرت مجموعات من قوى الأمن العام في قرية بارمايا بريف بانياس لضبط الأمن وتأمين عودة السكان إليها. وقد دعا محافظ طرطوس أحمد الشامي، أهالي المحافظة للعودة إلى منازلهم بعد انتهاء العمليات العسكرية، لافتاً إلى أن المدينة تشهد عودة تدريجية للحياة الطبيعية.
وتزامن ذلك مع زيارة وزير الداخلية علي كدة محافظة اللاذقية، ووصوله إلى فرع الأمن الجنائي في المحافظة لمعاينة الواقع الأمني، ووضع الخطط للحفاظ على استقرار المنطقة. وكان كدة قد زار قبل ذلك حي الدعتور بمحافظة اللاذقية الذي شهد أحداثا أمنية، والتقى بعض الأعيان والوجهاء في المنطقة للاطمئنان على أوضاعهم والاستماع إلى شكاواهم.
وتسلمت إدارة الأمن العام كمية من الأسلحة المتنوعة، نتيجة لاتفاق مسبق مع وجهاء حي الدعتور، يقضي بحصر السلاح بيد الدولة فقط، مما يساهم في توطيد الأمن وإرساء الاستقرار. كما تفقد كدة قسم الشرطة في مدينة جبلة، لتقييم الأضرار، بعد هجمات فلول النظام البائد، والتعرف ميدانياً إلى الحالة الأمنية، ومدى قدرة وجاهزية القسم لمواجهة جميع المواقف الأمنية.
من جهتها، أعلنت محافظة اللاذقية عن إقامة مراسم عزاء لضحايا الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق الساحل السوري، من رجال الأمن والجيش والمدنيين، وذلك في جامع حورية وجامع الإمام الحسين في دمسرخو.
وذكرت المحافظة في موقعها الرسمي أن المراسم ستقام اعتباراً من تاريخ اليوم الأربعاء الساعة الواحدة ظهراً حتى الرابعة عصراً، وتستمر لثلاثة أيام، إذ سيُستقبل المعزّون، لتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا، وعبرت عن تعازيها لأسرهم.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت في تقرير أولي، أمس الثلاثاء، مقتل 803 أشخاص، خلال الهجمات التي شهدتها مناطق الساحل السوري بين 6 و10 من الشهر الجاري، مؤكدة أن نحو نصف الضحايا سقطوا على يد فلول النظام المخلوع، في حين قُتل الباقون في عمليات أمنية وعسكرية، نفّذتها قوات تابعة للحكومة أو الفصائل التي ساندتها.
وأعلن الدفاع المدني السوري، اليوم، أن فرقه تواصل انتشال الجثامين، وتقديم خدمات إنسانية حيوية في اللاذقية وطرطوس. وقال الدفاع المدني، في تقرير نشره عبر معرفاته الرسمية، إن فرقه انتشلت، أمس الثلاثاء، 26 جثماناً، منها 9 في بانياس و17 في ريف اللاذقية، حيث جرى توثيقها ونقلها إلى الطبابة الشرعية وفق الأصول. وأضاف أن فرقه أجلت 6 عائلات، خمس منها من بانياس وواحدة من جبلة، بناءً على طلبهم. كما ساهمت الفرق في فتح الطرق، وإزالة السيارات المحترقة، وإعادة الفواصل الإسمنتية، إلى جانب دعم الفرق التطوعية في ترحيل القمامة في طرطوس.
كما استجابت فرق الإطفاء لثلاثة حرائق، اثنان منها اندلعا في الأحراش، بينما كان الحريق الثالث زراعياً، واقتصرت الأضرار على الخسائر المادية. كذلك، تعاملت فرق الإسعاف مع 34 حالة، شملت نقل مصابين، وتحويلات بين المشافي، والتعامل مع حالات طارئة، وفق التقرير.
