توجّه الرئيس اللبناني جوزاف عون برفقة وزير الخارجية يوسف رجّي إلى باريس، اليوم الجمعة، حيث سيلتقي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإليزيه ويجري معه جولة مشاورات حول مواضيع تهمّ البلدين، والسُبل التي يمكن لفرنسا أن تساعد فيها لبنان على استعادة استقراره الأمني والاقتصادي والمالي.
وقالت الرئاسة اللبنانية، في بيان صباح اليوم، إن "ماكرون سيقيم مأدبة غداء على شرف الرئيس عون، كما سيُعقد لقاء رباعي بين رؤساء فرنسا ولبنان وقبرص ورئيس وزراء اليونان، ينضم اليه عبر الفيديو الرئيس السوري لبحث التطورات المتسارعة في المنطقة وبالأخص على الصعيد الأمني". وتعدّ زيارة عون إلى فرنسا هي الأولى له إلى دولة غربية منذ تسلّمه مهامه الرئاسية في يناير/كانون الثاني الماضي، والثانية إلى الخارج بعد زيارته إلى المملكة العربية السعودية في مطلع مارس/آذار الجاري.
وبالتزامن مع سفر عون، عاد التصعيد الميداني على وقع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، رصده إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه المستوطنات الحدودية، بعد إطلاق صفارات الإنذار في المنطقة، مشيراً إلى اعتراض أحدهما وسقوط الآخر في منطقة مفتوحة، وتبع ذلك شن الاحتلال سلسلة غارات على بلدات في الجنوب اللبناني.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إن "عون سيدعو خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان والتزامها باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى اللبنانيين لديها، وسيُشدّد على ضرورة أن تعطي لجنة المراقبة، التي تعدّ فرنسا شريكاً أساسياً فيها، ضمانات بوقف الخروقات الإسرائيلية التي من شأن استمرارها أن تبقي الاستقرار مهدداً ومخاطر التصعيد والتمادي قائمة"، مضيفة: "كما سيكون ملف إعادة الاعمار والإصلاحات بنداً اساسياً على طاولة المباحثات".
وأشارت المصادر إلى أنّ "لبنان ملتزم بالقرار 1701 ووقف إطلاق النار، بعكس الإسرائيلي المبادِر إلى خرقه، والمطلوب وبشكل سريع من العدو أن ينسحب من التلال الخمس التي يتمركز فيها حتى الساعة، ويوقف اعتداءاته على الأراضي اللبنانية ويطلق سراح بقية الاسرى اللبنانيين لديه"، مؤكدة أنّ "هناك قلقاً من التصعيد الإسرائيلي الواسع على لبنان ربطاً بالتطورات الأخيرة وأحداث اليوم، وسيكثف لبنان اتصالاته الدولية للجم إسرائيل والضغط عليها لوقف اعتداءاتها"، لافتة إلى أنّه "لم تُعط ضمانات بعد للبنان، علماً أننا نعلم أن الإسرائيلي أساساً ينتهك كل الاتفاقيات وكل القرارات ولا يحترم المواثيق الدولية".
وأضافت المصادر: "عون قال، أمس الخميس، إنّ الصواريخ التي كانت أطلقت من لبنان بدائية والتحقيقات توصّلت إلى بعض الخيوط، وهناك بعض الأطراف التي تريد تصفية حساباتها على حساب لبنان ومصلحته، الأمر الذي لن نسمح به ولبنان أبدى عدم رغبته بأن يستدرجه أحد إلى حرب أو إلى مصالحه، وهو سيشدد اليوم على أن لبنان لا يريد الحرب والجيش اللبناني يقوم بدوره في الجنوب وعلى الحدود وسيستكمل ذلك، وهنا الحاجة أيضاً إلى دعم المجتمع الدولي للمؤسسة العسكرية".
وكان قصر الإليزيه قال، أمس الخميس، في بيان عممته السفارة الفرنسية في بيروت: "بعد زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى لبنان في كانون الثاني/يناير الماضي، والتي أعقبت مباشرة انتخاب الرئيس عون وتعيين رئيس مجلس الوزراء، سيكون هذا الاجتماع فرصة للتذكير بالصداقة القوية بين بلدينا والدعم الثابت الذي تقدمه فرنسا ورئيس الجمهورية لسلطاته".
وأضاف البيان: "سيبحث الرئيسان التحديات الكبرى التي يواجهها لبنان، وخاصة استعادة سيادته الكاملة وازدهاره، كما سيبحثان الحاجة إلى الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار، بما في ذلك الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. وسيناقشان أيضاً تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، والتنسيق مع قوات يونيفيل، حيث تحافظ فرنسا على التزامها، فضلاً عن الأولويات الإقليمية المشتركة"، لافتاً إلى أن اللقاء "سيكون أيضاً فرصة لمناقشة خطة الإصلاح التي قدمتها السلطات اللبنانية، والدعم الذي يمكن للمجتمع الدولي أن يقدمه لتنفيذها السريع، وآفاق المؤتمر الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية خلال زيارته إلى بيروت".
