شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، غارتين على منطقة البقاع شرقي لبنان قرب الحدود مع سورية، في خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. واستهدفت طائرات الاحتلال مرتفعات بلدة قوسايا ومحلة الشعرة جنتا في قضاء زحلة الواقعة في جبال السلسلة الشرقية قرب الحدود السورية، وفق ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، أول أمس الثلاثاء، سيارتين في جنوب لبنان، ما أدى إلى سقوط شهيدين، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان حينها أن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة استهدفت سيارة على طريق دير الزهراني أدت إلى استشهاد مواطن". وفي بيان لاحق، ذكرت أن غارة الاحتلال على سيارة أخرى في وادي فرون "أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد مواطن".
اجواء البقاع الآن
بالونات حرارية pic.twitter.com/pwIiHWfb7E
واليوم الخميس، أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف سلام، في كلمة له خلال مأدبة إفطار في السرايا الحكومية، أنّ "استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمواقع في الجنوب يشكل اعتداءً على سيادتنا وانتهاكاً للقرار 1701 الذي نلتزمه بكامل بنوده وننفذه"، مشدداً على أنه "لا مشروع لدينا يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم، وعلى الإصلاح الذي يسمح بقيام الدولة، وهو الممر الإلزامي لاستعادة ثقة المواطن بالدولة وللتعافي المالي والنهوض الاقتصادي".
وأكد سلام أن الجيش اللبناني يستكمل انتشاره في الجنوب و"نعزّز تعاوننا مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) ونضاعف جهودنا السياسية والدبلوماسية لحشد الدعم العربي والدولي للضغط على إسرائيل كي تستكمل انسحابها من بقية الأراضي اللبنانية حتى حدودنا الدولية المكرسة في اتفاقية الهدنة".
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 لم تتوقف إسرائيل عن خرق الاتفاق وارتكبت ما لا يقل عن 1038 خرقاً لاتفاق وقف النار، ما خلّف 82 شهيداً و279 جريحاً على الأقل، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية. وخلّف العدوان الإسرائيلي على لبنان، منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 4 آلاف و114 شهيداً و16 ألفاً و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص. ولم تلتزم إسرائيل المُدد المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، ورفضت الانسحاب في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وطلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الماضي، ومع حلول الموعد الجديد أبقت قواتها متمركزة في خمس تلال لبنانية ذات أهمية استراتيجية.
(الأناضول، العربي الجديد)
