بدأت عملية نقل جثامين شهداء فلسطينيين من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة شمالي القطاع إلى مقابر رسمية، علماً أنّ هؤلاء سقطوا ضحايا جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء حرب الإبادة التي ارتكبتها على مدى أكثر من 15 شهراً. وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بأنّ العملية سوف تستمرّ أياماً عدّة نظراً إلى وجود نحو 160 جثّة في داخل أسوار المستشفى.
وقد أعلن الدفاع المدني في غزة، اليوم الخميس، أنّ طواقمه عمدت، بالتعاون مع الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية والأدلّة الجنائية التابعة لجهاز الشرطة في القطاع، إلى نقل جثامين 48 شهيداً من داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، كانوا قد دُفنوا مؤقتاً في حرمه خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وكان مجمع الشفاء الطبي، الذي يُعَدّ المستشفى الأهمّ في شمال قطاع غزة كما في القطاع ككلّ، قد تعرّض لأكثر من عملية عسكرية مباشرة، نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للحرب على القطاع، وذلك في سياق استهدافها المنظومة الصحية في غزة. وقد زعم الاحتلال، في الهجوم الأول على مجمع الشفاء الطبي، أنّ قيادة حركة حماس تقع تحت مباني المستشفى الأكبر في غزة، الأمر الذي لم يتمكّن من إثباته.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة رائد الدهشان، في بيان اليوم الخميس، إنّ "في اليوم الأوّل جرى استخراج 48 جثماناً، تعرّف ذووهم على 38 منها، فيما بقيت عشرة جثامين مجهولة الهوية، ونُقلت إلى دائرة الطب الشرعي في وزارة الصحة".
وخلال الحرب التي شنّتها قوات الاحتلال على قطاع غزة من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حتى 20 يناير/ كانون الثاني 2025 تاريخ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تعرّضت مرافق البنية التحتية، بما في ذلك المقابر، لأضرار جسيمة نتيجة القصف الإسرائيلي المكثّف، الأمر الذي أدّى إلى صعوبة وصول الأهالي والطواقم الطبية إلى المقابر لدفن الشهداء.
وأكد الدهشان، في البيان نفسه، أنّ العملية سوف تمتدّ على أيام عدّة، نظراً إلى عشرات الجثامين في حرم المستشفى، الأمر الذي "يتطلّب جهداً كبيراً". ودعا الدهشان أهالي الشهداء الذين دُفنوا في حرم مجمع الشفاء الطبي إلى التوجّه لاستلام جثامين هؤلاء ودفنهم في المقابر الرسمية. يُذكر أنّ الأهالي والطواقم الطبية اضطرّوا، خلال الحرب، إلى دفن الشهداء في ساحات المستشفى كإجراء مؤقت.
وفي أعقاب انسحاب القوات الإسرائيلية من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، اكتُشفت مقابر جماعية في ساحاته، في 15 إبريل/ نيسان 2024. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، حينها، العثور على مقبرة جماعية تضمّ عشرة جثامين في الساحة الأمامية للمستشفى، من بينها جثامين نساء، علماً أنّ عدداً منها في حالة تحلّل أو أشلاء. تجدر الإشارة إلى أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
(الأناضول، العربي الجديد)
