"غزة كولا" تصل إلى إيطاليا: بديل أخلاقي للشركات الداعمة للحرب

منذ ٥ ساعات ١٤

بعد نجاحها الكبير في بريطانيا، وصلت "غزة كولا" إلى إيطاليا، في خطوة يصفها القائمون على المشروع بأنها ليست مجرد توسع تجاري، بل جزء من حركة تضامن عالمية مع فلسطين. وأوضحوا أن إطلاقها بالتزامن مع بداية شهر رمضان لم يكن مصادفة، بل جاء استجابةً لروح رمضان، شهر الصيام والتأمل والتضامن، ليصبح شرب "غزة كولا" عند الإفطار أكثر من مجرد ترطيب؛ بل فعل دعم مباشر للشعب الفلسطيني.

وأكد الكاتب والصحافي والناشر الإيطالي المسلم دافيدي بيكاردو، موزع "غزة كولا" في إيطاليا، أنّ فكرة إدخال المشروب إلى السوق الإيطالية نبعت من التزامه العميق بالقضية الفلسطينية وسعيه المستمر لزيادة الوعي حول القمع الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد"، قال بيكاردو: "لطالما كنت منخرطاً في الصحافة والنشر، مع تركيز خاص على القضية الفلسطينية. ومع تصاعد الإبادة الجماعية في غزة، شعرت بحاجة مُلحّة لتعزيز جهودي. وعندما قرأت لأول مرة عن غزة كولا، أذهلتني الفكرة على الفور، فهي ليست مجرد مشروب، بل بديل ملموس لمنتجات الشركات العالمية المتورطة في دعم الاحتلال والتطهير العرقي للفلسطينيين".

وأشار إلى أن "غزة كولا تلبي احتياجين أساسيين: توفير بديل أخلاقي لشركات المشروبات التقليدية، وتخصيص أرباحها لدعم مشاريع إنسانية في غزة، ولا سيما إعادة إعمار مستشفى الكرامة في شمال قطاع غزة". وأضاف: "أدركت سريعاً الإمكانيات الهائلة لهذه المبادرة، وسارعت إلى التواصل مع القائمين عليها. زرت لندن والتقيت بأسامة قشوع (صاحب المبادرة) في البيت الفلسطيني، حيث تبادلنا الرؤى والأفكار. ومنذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أننا نتشارك الحماس والرؤية عينهما، ما أدى إلى تسريع عملية إدخال غزة كولا إلى السوق الإيطالية. الاستجابة الأولية للمشروب في إيطاليا كانت مشجعة للغاية، حيث حظي باهتمام ملحوظ من قطاعات متنوعة؛ فمن جهة، هناك السوق العرقية، وخصوصاً قطاع الأغذية الحلال، الذي يضم العديد من رجال الأعمال المسلمين، ومن جهة أخرى، ثمة الشبكة الواسعة من المنظمات والأفراد المتضامنين مع فلسطين".

وأوضح أنّ "هذا المزيج يشكّل سياقاً مثالياً لتوسع غزة كولا. وقد بدأنا في بناء علاقات مع تجار التجزئة والمطاعم والناشطين لضمان وصول غزة كولا إلى أكبر عدد ممكن من المستهلكين. ونرى إمكانات هائلة للنمو، ونحن متفائلون للغاية بشأن المستقبل". وأكد بيكاردو أنّ "غزة كولا حصلت بالفعل على دعم طيف واسع من المنظمات الإنسانية ومجموعات التضامن والناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية والمتحمسين لهذه المبادرة".

وأشار إلى أن هذا الدعم "ضروري لضمان نجاح المبادرة وزيادة الوعي بها"، مضيفاً أنّ "كثيراً من المستهلكين يختارون غزة كولا ليس فقط لجودتها ومذاقها، بل أيضاً لما تمثله من تحرّك نحو العدالة والاكتفاء الذاتي للشعب الفلسطيني". وشدد بيكاردو على أن "غزة كولا ليست مجرد مشروب غازي، بل رمز للصمود والمقاومة، ومبادرة فلسطينية 100%، تأسست في عام 2023 على يد مجموعة من الفلسطينيين المتحمسين لإحداث تغيير حقيقي".

ولفت إلى أن "غاية هذه المبادرة، المستلهمة من صمود الشعب الفلسطيني، هي دعم مشاريع إنسانية في غزة، مع فكرة محورية: ماذا لو أن كل رشفة من مشروب يمكن أن تساهم في إعادة إعمار غزة؟". وأوضح أن "كل علبة تُباع تساهم بشكل مباشر في الجهود الإنسانية، مع التركيز بشكل رئيسي على إعادة إعمار مستشفى الكرامة. ونحن نؤمن بأن كل عملية شراء هي خطوة نحو مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني".

وختم بقوله: "من خلال غزة كولا، نحن لا نقدم مجرد مشروب غازي، وإنما ندعو الناس للمشاركة في تحرك يتحدى الوضع الراهن، ويشجع الاستهلاك الأخلاقي، ويساهم بنشاط في إعادة إعمار غزة". من جهته، ذكر الناشط والمخرج الفلسطيني المقيم في بريطانيا أسامة قشوع، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "راديو بوبولاري" الإيطالية، يوم 16 يناير/ كانون الثاني الماضي، أنّ "فكرة المشروب كانت حاضرة في أذهاننا منذ البداية، منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ولكن كما هو معلوم، النظرية شيء والممارسة شيء آخر. إلا أن المشروع تطور شيئاً فشيئاً حتى خرج إلى النور، ويحظى الآن بتقدير تجمعات مختلفة في جميع أنحاء العالم".

وأوضح أنّ "المقاطعة سلاح مهم، وغزة كولا هو مشروع ينتمي للشعب الفلسطيني الذي يخضع لإبادة جماعية مدفوعة من مؤسسات وشركات كبرى. وهي أيضاً مبادرة من أجل تحدي هذه الكيانات العملاقة، ولنقول بأعلى صوت: نحن، على فقرنا وضعفنا، قادرون على إحداث تغيير حقيقي". ورأى أنّ "الحرب ليست سوى صفقة مربحة للشركات الكبرى، حيث تتبع الدمار عملية إعادة إعمار مكلفة تدر أرباحاً ضخمة على المؤسسات الكبرى التي تغذي صناعة الأسلحة وتساهم في الإبادة الجماعية، لذا يتعين علينا مواجهتها في حرب مالية".

واستشهد بتجربة جنوب أفريقيا، موضحاً أن "نظام الفصل العنصري لم يُهزم إلا من خلال العقوبات الاقتصادية، وأن الصوت الجماعي للمستهلكين يمكن أن يكون له تأثير مشابه اليوم". وأضاف: "يجب أن نوصل رسالتنا بوضوح إلى الشركات التي تمول الإبادة الجماعية، وذلك من خلال خيار واعٍ بعدم منحها أموالنا".

قراءة المقال بالكامل