غزة وسورية على جدول أعمال منتدى دافوس 2025

منذ ١ شهر ٣٤

يناقش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي 2025، خلال الفترة من 20 إلى 24 يناير/كانون الثاني الجاري، جملة من القضايا العالمية الملحة، وعلى رأسها الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط خصوصاً الأزمة الإنسانية في غزة وإعادة البناء في سورية والتحديات الجيوسياسية التي تهيمن على المشهد العالمي. 

وبحسب برنامج المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس السويسرية والمعروف باسم منتدى دافوس، فإنه يحتوي على 100 موضوع بين جلسات حوارية ومناقشة على الهواء مباشرة، وسيشارك في المنتدى الذي يحمل عنوان "التعاون في العصر الذكي"، نحو 3 آلاف مشارك من أكثر من 130 دولة، بينهم 1600 من قادة الأعمال، إلى جانب 60 من رؤساء الدول والحكومات وممثلين عن المجتمع المدني والنقابات. 

ترامب يشارك عن بعد

ومن المقرر أن يشارك الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في أعمال منتدى دافوس يوم الخميس المقبل، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، في وقت يترقب فيه زعماء العالم معرفة المزيد عن سياساته وتعهده بإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويعود ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني في تزامن مع بدء المنتدى السنوي الخامس والخمسين للقادة السياسيين ورجال الأعمال في المنتجع السويسري.

وقال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ومديره التنفيذي بورغ بريندي في مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي، إن ترامب الذي حضر اجتماعات منتدى دافوس مرتين من قبل، سينضم "رقمياً" بعد ظهر يوم 23 يناير/ كانون الثاني دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأضاف أنها ستكون "لحظة مهمة جداً" للتعرف إلى أولويات السياسة لإدارة ترامب الجديدة.

وقال المنتدى الاقتصادي العالمي إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيلقي كلمة خاصة أيضاً في المنتدى، ويجيب عن أسئلة. وقال بريند إن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ونائب رئيس الوزراء الصيني، دينغ شيويه شيانغ، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ووزيري الخارجية، السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والسوري أسعد حسن الشيباني، من بين الزعماء العالميين الذين سيشاركون في الاجتماعات. 

أبرز محاور جدول أعمال منتدى دافوس

ومن أبرز محاور منتدى دافوس أيضاً، محور التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية، خصوصاً الجيوسياسية، ومواجهة الأوبئة المستقبلية، فضلاً عن نقاش الحلول المبتكرة لمواجهة تغير المناخ، خصوصاً في ظل الحرائق الضخمة التي تجتاح "كاليفورنيا" والتغيرات البيئية الحادة في مختلف أنحاء العالم، وأهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص.

وسيناقش موضوع الأمن السيبراني والتهديدات المتزايدة وسبل التعاون بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، لتقليل التهديدات، خصوصاً في ظل التوقعات بالخسائر التي تسببها الجرائم الإلكترونية التي تقدر بنحو تريليوني دولار هذا العام. كذلك ستأخذ الأزمات الاقتصادية العالمية حيزاً من المنتدى الذي سيناقش أيضاً مسائل تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وسبل إدارة الدين العالمي الذي وصل إلى أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن مناقشة سبل تعزيز الإنتاجية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة وتحقيق نمو شامل. وذلك إلى جانب تأثير التكنولوجيا في الاقتصادات العالمية الذي سيكون ضمن المحاور الكبرى للاجتماع السنوي، حيث سيكون التركيز على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة الإنتاجية ومعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، كذلك ستُناقَش كيفية تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بـ "شكل أخلاقي"، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية.

في السياق، أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي ونشره الأربعاء الماضي، أن الصراعات المسلحة أكبر خطر في عام 2025، واعتبر واحد من كل أربعة تقريباً من أكثر من 900 خبير في الأوساط الأكاديمية والشركات وصنع السياسات استُطلِعَت آراؤهم أن الصراع، بما يشمل الحروب والإرهاب، أكبر خطر على النمو الاقتصادي هذا العام.

وحلت ظواهر الطقس شديد السوء في المركز الثاني من حيث الخطر بعدما كانت مصدر القلق الأول في عام 2024. وبحسب الاستطلاع الذي أجري خلال شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الماضيين ونشرت نتائجه الأربعاء الماضي،، فقد اعتبر الخبراء أن أكبر خطر سيواجه العالم خلال العامين المقبلين تهديد المعلومات المضللة والمغلوطة الذي احتفظ بالتصنيف نفسه لعام 2024.

ويتوقع 64% من المشاركين في الاستطلاع، بما يمثل أغلبية، استمرار تعدد الأقطاب والتفكك في النظام العالمي. 

جلسة التحولات الاقتصادية في السعودية 

في الاتجاه ذاته، ستكون هناك جلسة بعنوان "التحولات الاقتصادية في السعودية" في منتدى دافوس. ويشارك في الجلسة كل من وزير الاقتصاد والتخطيط السعوي فيصل الإبراهيم، ووزير المالية السعودي محمد الجدعان، والمدير العام لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا.

وبلغت الأنشطة غير النفطية في السعودية 50% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، وهي المرة الأولى، مع توسع استثمارات السعودية لتنويع اقتصادها من خلال الصناعات والتقنيات الناشئة وتطوير البنية التحتية وتكييف القوى العاملة.

وخفض صندوق النقد الدولي، أول من أمس الجمعة، توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للسعودية في 2025 إلى3.3‭‭‭ ‬‬‬%، مرجعاً ذلك في الأساس إلى تمديد تخفيضات إنتاج النفط. كذلك، خفض الصندوق، في تحديث لتوقعاته لآفاق الاقتصاد العالمي، تقديراته لنمو اقتصاد المملكة في 2024 إلى1.4‭‭‭ ‬‬‬%. 

وفي تقريره عن آفاق الاقتصاد الإقليمي الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول، قدر الصندوق أن يتسارع النمو في السعودية إلى 4.6% هذا العام، من 1.5% متوقعة في 2024. وقال صندوق النقد إنه يتوقع انخفاض أسعار السلع الأولية المرتبطة بالطاقة 2.6% في عام 2025، وهو ما يفوق ما كان متوقعاً في أكتوبر/ تشرين الأول.

والسعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم. وتضخ السعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حوالى تسعة ملايين برميل يومياً، أي حوالى ثلاثة أرباع طاقتها بعد الاتفاق على تخفيضات مع أعضاء أوبك وحلفاء منهم روسيا. وتعتمد الحكومة السعودية كثيراً على عائدات النفط لتمويل ميزانيتها، لكنها تسعى في الوقت ذاته لتنويع اقتصادها في إطار خطة 2030 التي أطلقها وليّ العهد محمد بن سلمان.

وتعتمد رؤية 2030 التي يقودها وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وتستهدف إنهاء اعتماد السعودية على النفط، على مئات المليارات من الدولارات لتطوير قطاعات جديدة وتدفق إيرادات أكثر استدامة، مع توسيع القطاع الخاص وخلق فرص عمل، وتنويع مصادر الدخل والاستثمار في قطاعات كالصناعة والسياحة والخدمات والتكنولوجيا وغيرها. وتعدّ أرامكو درة تاج الاقتصاد السعودي والمصدر الرئيسي لتمويل رؤية 2030.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل