طبقات التاريخ المتراكمة على أرض فلسطين، وتراثها الثقافي، والانحياز الغربي إلى الاحتلال وصولاً إلى حرب الإبادة الجارية، هي خلاصة ما يقدّمه معرض "غزّة الباقية" الذي يُفتتح اليوم الأربعاء في غاليري P21 بلندن، ويتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري.
المعرض الذي يقام بالاشتراك مع المتحف الفلسطيني ومؤسسات فلسطينية أخرى، يحتوي على نصوصٍ ورسومات ومواد سمعيّة وبصريّة يتفاعل معها الزوار، بهدف استكشاف الجوانب التاريخيّة والاقتصاديّة والجغرافيّة والديمغرافيّة والإبداعيّة للحياة في القطاع.
لا يقتصر المعرض على تناول الحرب على غزة فحسب، بل يُعلن أن حياة غزة أطول من كل الاحتلالات التي مرّت عليها، وأن شعبها وشوارعها وبحرها كانت موجودة دائماً، قبل الاحتلال الإسرائيلي وبعده، قبل الحصار وبعده، قبل المجازر وبعدها، كما يشير بيان المنظّمين.
يحتوي على نصوصٍ ورسومات والمواد السمعيّة والبصريّة حول تاريخ فلسطين
أما عنوان المعرض فيستند إلى قصيدة للشاعر الفلسطيني رفعت العرعير (1979 – 2023)، الذي استشهد في غارة جويّة إسرائيليّة في 6 كانون الأوّل/ ديسمبر 2023، مع عدد من أفراد عائلته، يقول فيها "إذا كان لا بدّ أن أموت/ فلا بدّ أن تعيش أنت/ لتروي حكايتي".
وتغطّي الأعمال المعروضة محاور عدة؛ أولها تاريخي يعود إلى عهد الكنعانيين والرومان والصليبيين متتبعاً صورة فلسطين في المخيلة العالمية على مرّ القرون، وصولاً إلى حقبة الانتداب البريطاني وقرار التقسيم الذي أعلنته الأمم المتحدة في نوفبر/ تشرين الثاني، وما شهدته من أحداث حتى اللحظة الراهنة.
وفي محور ثانٍ، يضيء المعرض انحياز القانون الدولي إلى إسرائيل، واستخدام الولايات المتّحدة الأميركيّة لحقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في كلّ المرّات التي كان يتعلّق فيها الأمر بالقرارات المتصلة بفلسطين، وهو ما أثر ذلك على حقّ العودة للّاجئين الفلسطينيّين وحقّ تقرير المصير، وكذلك الدور الذي تلعبه حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في الدعوة إلى مقاطعة دولة الاحتلال وفرض العقوبات عليها.
كما تعكس الأعمال المعروضة التراث الثقافي الفلسطيني وعلاقته المتجذرة في الأرض وفق ما عبّرت عنه الفنون البصرية والتشكيلية والموسيقى والسينما والرقص الشعبي والأغنية والتطريز والأزياء، التي لطالما عبّرت عن ارتباط الفلسطيني بمكانه، إلى جانب استعراض التاريخ الزراعي للأرض الفلسطينيّة في غزّة وأبرز الممارسات الزراعيّة والمساحات المزروعة في القطاع.
ويوثّق المعرض أيضاً الحروب الوحشية على فلسطين، والحروب والمجازر الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على غزة منذ عام 2000، والتي بلغت ذروتها بالإبادة الجماعية الأخيرة.
