غوتيريس: قوات حفظ السلام بالعالم أمام عقبات كبيرة تتطلب تعاملا جديدا

منذ ٤ أيام ١٢

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن قوات حفظ السلام حول العالم تواجه عقباتٍ جسيمة تتطلب طريقة تعامل جديدة "حيث تزداد الحروب تعقيدًا وفتكًا، ويطول أمدها، وتتشابك أكثر مع الديناميكيات العالمية والإقليمية، كما أصبح التوصل إلى تسويات تفاوضية أصعب".

جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك عقد على مستوى رفيع تحت الرئاسة الدنماركية لهذا الشهر حول صون السلم والأمن الدوليين، وركز على عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ومقدرتها على التكييف في الظروف الجديدة حول العالم. وتطرق غوتيريس بداية إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه قوات حفظ السلام في عدد من المناطق.

وحول نوعية العمليات التي تقدمها وعملها، أشار إلى أن ذلك يشمل عمليات "الإنذار المبكر والدبلوماسية الوقائية، ومن صنع السلام إلى التحقق من اتفاقيات السلام وحماية المدنيين، ومن التفاوض على وقف إطلاق النار إلى مساعدة الأطراف على تطبيقها ميدانيًا، كما دعم الانتخابات وبعثات المراقبة". وأشار إلى أن تلك العمليات بمثابة أداة أساسية في متناول يد مجلس الأمن الدولي للحفاظ على السلام والأمن الدوليين في سياقات متنوعة.

وأضاف أنها "تتيح منع وتوسع الصراعات المميتة وإيقافها، كما تظهر كيفية تضافر جهود الأمم المتحدة لمواجهة التحديات". واستطرد قائلاً: "إلا أنها تواجه اليوم عوائق جسيمة تتطلب مناهج جديدة. حيث تزداد الحروب تعقيدًا وفتكًا، وتدوم فترة أطول، وتتشابك بشكل أكبر مع الديناميكيات العالمية والإقليمية"، في وقت أصبح فيه التوصل إلى تسويات تفاوضية أصعب.

وبحسب غوتيريس، فإن عمليات السلام تواجه أيضًا "تعقيدات كثيرة تشمل الإرهاب والجماعات المتطرفة والجريمة المنظمة، وتقنيات التسليح الجديدة، وآثار تغير المناخ". وتوقف الأمين العام عند "الانقسامات الجيوسياسية، وأشار إلى دورها في تقويض السلام في الوقت الذي تتآكل فيه الترتيبات الثنائية ومتعددة الأطراف التي أدارَت التوترات وحافظت على الاستقرار عقوداً من الزمن". كما أشار إلى "تفشي انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة من دون أي عواقب تُذكر".

ولفت الانتباه أيضاً إلى نقص في الموارد المالية التي تقدمها الدول المانحة ناهيك بالتباين في وجهات النظر بما فيها تلك داخل مجلس الأمن نفسه، حول كيفية عمل عمليات السلام، وفي أي ظروف، وبأي تفويضات ينبغي نشرها، ومدة استمرارها. وأكد غوتيريس أنه وعلى الرغم من الصورة القاتمة، إلا أنه من الضروري مواجهة الحقائق على الأرض. وعبر عن أمله بأن يُعمل على تكييف عمليات السلام مع الاحتياجات الراهنة حول العالم من خلال التزام الدول الأعضاء بـ"ميثاق المستقبل". 

وأشار إلى اقتراحه قبل مدة قصيرة حول هايتي. وأضاف: "إننا نواصل العمل من أجل عملية سياسية، يملكها ويقودها الشعب الهايتي، تُعيد بناء المؤسسات الديمقراطية من خلال الانتخابات (...) للأمم المتحدة دورٌ واضحٌ في دعم الاستقرار والأمن، مع معالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة المروعة، في الوقت الذي تقف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لتحمل مسؤولية النفقات اللوجستية والتشغيلية - بما في ذلك النقل والقدرات الطبية ودعم الشرطة الوطنية - التي من شأنها دعم قوة دولية تُنشئها الدول الأعضاء، وتكون قادرة على مواجهة العصابات في هايتي وتهيئة الظروف اللازمة للسلام، مع دفع الرواتب من خلال صندوق الائتمان الموجود بالفعل".

وشدد على ضرورة البناء على الأمثلة الإيجابية ومواصلة تكييف عمليات السلام لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. ولفت الانتباه إلى أنه "يُعمل حاليًا على مراجعة جميع أشكال عمليات السلام، بناءً على طلب الدول الأعضاء في ميثاق المستقبل. وتهدف المراجعة إلى دراسة هذه الأدوات دراسةً نقديةً واقتراح توصيات ملموسة لجعلها ملائمةً للوقت الراهن".

قراءة المقال بالكامل