أعلنت إدارة السجون في موسكو، أمس الاثنين، أنّ الصحافية والناقدة السينمائية الروسية إيكاترينا باراباش التي تخضع للإقامة الجبرية في إطار تحقيق بتهمة نشرها "معلومات كاذبة" عن الجيش الروسي، وُضعت على قائمة المطلوبين للاشتباه بفرارها.
وتشنّ روسيا حملة قمع ضدّ معارضي الرئيس فلاديمير بوتين، ولا سيما أولئك الذين ينتقدون الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي بدأت قبل أكثر من ثلاث سنوات. وأوقفت السلطات الروسية العديد من الصحافيين وأودعتهم السجن بسبب تعبيرهم عن معارضتهم للحرب.
وفي 13 إبريل/ نيسان الحالي، اكتشف عناصر هيئة السجون الفيدرالية الروسية، باستخدام نظام مراقبة إلكتروني، أنّ الصحافية إيكاترينا باراباش "انتهكت الإجراء الأمني المتعلق بوضعها تحت الإقامة الجبرية"، بحسب ما أوردت وكالة تاس الحكومية للأنباء. وأوضحت الوكالة أنّه عند وصول عناصر الأمن الفيدرالي إلى منزل الصحافية لم يعثروا عليها. ونقلت "تاس" عن المديرية العامة لهيئة السجون الفيدرالية قولها إنّه "تمّ اعتبار المتّهمة مطلوبة".
وفي نهاية فبراير/ شباط الماضي، إثر توقيفها مباشرة، أمرت محكمة في موسكو بأن توضع هذه الصحافية المولودة إبّان الاتحاد السوفييتي في خاركيف (أوكرانيا حالياً)، قيد الإقامة الجبرية، وذلك بتهمة "نشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي علناً". وإذا أدينت بالتهم الموجّهة إليها، تواجه باراباش عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات.
عملت إيكاترينا باراباش البالغة من العمر 63 عاماً ناقدة سينمائية وصحافية في عدد من وسائل الإعلام، كموقع ريبابليك الروسي الذي تم حظره في روسيا عام 2022 بعد تصنيفه كـ"وكيل أجنبي". وعُرفت باراباش بمواقفها المعارضة بشدة للهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا؛ إذ كتبت على "فيسبوك" في مارس/ آذار 2022 أن روسيا "قصفت البلاد" و"سوّت مدناً بأكملها بالأرض".
ورغم نفي موسكو استهداف المدنيين، فإنها أقرّت قوانين تجرّم انتقاد الجيش وعملياته العسكرية في أوكرانيا، بعد فترة وجيزة من بدء الغزو في فبراير/شباط 2022، وفتحت آلاف القضايا بحق أفراد بتهمة "تشويه سمعة الجيش". وترى منظمات حقوقية أن السلطات الروسية تستخدم هذه القوانين أداة لفرض حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين، تُعيد إلى الأذهان ممارسات الحقبة السوفييتية.
ويُعد الهروب من الإقامة الجبرية في روسيا أمراً محفوفاً بالمخاطر، لكنه ليس نادر الحدوث. ففي عام 2022، تمكنت الصحافية مارينا أوفسيانيكوفا، التي كانت تعمل في التلفزيون الحكومي واحتجّت على الحرب خلال بث مباشر، من الفرار من الإقامة الجبرية ومغادرة البلاد.
(فرانس برس، العربي الجديد)
