كتب - محمد شعبان:
كعادته كل يوم خرج "إسماعيل" من بيته في رحلة معتادة يقود فيها سيارته متجولا بها بين شوارع مدينة الفردوس بأكتوبر لتوصيل تلاميذ إحدى المدارس إلى محراب العلم ثم إعادتهم بعد الظهيرة. سيناريو يومي طرأ عليه تغير تبدلت معه الأحداث رأسًا على عقب بل انتهى بحادثة أضحت حديث الساعة.
صباح 12 مارس الجاري، قاد السائق البسيط مصدر رزقه الوحيد -سيارة سوزوكي فان- ترافقه مشرفة تساعده في مهمته الشاقة، وبينما هو في طريقه للمدرسة لتوصيل التلاميذ اصطدمت به سيارة ملاكي تقودها سيدة.
يبدو المشهد مألوف لطالما يتكرر في مختلف شوارع المحروسة، إلا أن تلك المرأة أرادت إثبات تفوقها وأن لها يد الغلبة على حساب السائق المسكين. أخرجت هاتفها واتصلت بزوجها -ضابط بالمعاش- واستنجدت به "تعالى لي بسرعة.. سواق خبطني بالعربية وقل أدبه".
فور سماعه كلمات "أم العيال"، جن جنون الزوج، فاصطحب ابنيه وهرولوا إلى المكان المنشود. للحظات حاول السائق إيجاد طريقة لتوصيل الحقيقة كاملة دون زيادة أو نقصان لكن للزوجة رأي آخر، أشعلت لهيب المعركة بكلماتها ليخرج الرجل عن انضباطه المعهود ويعتدي وابناه على السائق بالضرب والسحل والسباب بألفاظ خارجة.
مشاجرة طاحنة دارت أحداثها داحل مدينة الفردوس بمدينة السادس من أكتوبر تحت أنظار القاضي والداني، أسرة كاملة في مواجهة السائق المغلوب لأمره، والنتيجة إصابات متفرقة بجسده وتهشيم زجاج سيارته -بآلة حديدية- لتصبح خسارته مزدوجة، مصدر رزقه ومن قبله كرامته التي فقدها على الرصيف.
