وصل قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، ظهر اليوم الأربعاء إلى العاصمة العراقية، في زيارة علنية هي الأولى من نوعها منذ أشهر عدة. زيارة المسؤول الإيراني تأتي قبيل يومين من احتضان بغداد أعمال القمة العربية، حيث تستنفر أجهزة الأمن والوزارات المعنية منذ أسبوع لإنجاح القمة التي بدأ عدد من وزراء الخارجية العرب بالوصول إليها منذ صباح اليوم الأربعاء للمشاركة فيها.
وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، في بيان له، إنه استقبل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، وعقد اجتماعاً معه في بغداد، جرى خلاله "بحث تطوير العلاقات الثنائية والجهود المشتركة في الملف الأمني، فضلاً عن مناقشة قضايا إقليمية"، دون إبداء أي تفاصيل أخرى، مؤكداً أن الاجتماع "شدد على أهمية نجاح المفاوضات بين واشنطن وطهران، والتزام الجميع بالحوار والتهدئة للوصول إلى الاستقرار المستدام في المنطقة". ونشر الأعرجي صوراً من استقبال قاآني في بغداد، أظهرت الأخير بملابس مدنية، وفي صورة أخرى برفقة رجل معمّم، وهو ما يعتبر على غير عادة قاآني الذي زار العراق بمرات كثيرة بالزي الرسمي للجنرالات الإيرانيين، كما أن الإعلان الرسمي عن الزيارة بدا لافتاً.
استقبلنا قائد فيلق قدس الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، الذي يزور بغداد، وبحثنا معه سبل تطوير العلاقات العراقية - الإيرانية، والجهود المشتركة لتأمين الحدود ومراحل تنفيذ بنود الإتفاق الأمني بين البلدين، وشددنا على أهمية نجاح المفاوضات بين واشنطن وطهران، وإلتزام الجميع بالحوار… pic.twitter.com/6xlaxk0r9T
— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) May 14, 2025عضو سابق في البرلمان العراقي عن الدورة الثالثة قال لـ"العربي الجديد"، إن "قاآني سيبقى بالعراق ويعقد لقاءات مع زعامات سياسية وفصائلية مسلحة هذا اليوم"، مضيفاً في اتصال عبر الهاتف، طالباً عدم ذكر اسمه، أن "الزيارة غير تصعيدية، بل تهدف للتهدئة واستدامة الاستقرار الحالي في العراق"، وفقاً لقوله.
الخبير بالشأن السياسي والأمني العراقي، أحمد النعيمي، رجح أن تكون الزيارة مرتبطة بالداخل العراقي المتعلق بما وصفه بـ"السيطرة على الفصائل العراقية المنضوية ضمن ما يعرف بمحور المقاومة الإسلامية، وضمان استمرار التهدئة الحالية، سواء مع واشنطن أو في الملف السوري، وعدم تدخلهم فيه"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "الزيارة قد تكشف لاحقاً عن مقررات أو توصيات متعلقة بأنشطة الفصائل المسلحة المحسوبة على إيران، والتي لا يرغب الإيرانيون في أن تمارس تلك الفصائل أي أنشطة قد تؤثر على سير المفاوضات الحالية مع واشنطن، خاصة بعد حديث رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عن "التريث" بانسحاب القوات الأميركية من العراق".
