قتيلان بغارة للتحالف الدولي شمال سورية

منذ ١ شهر ٤٥

قُتل شخصان بغارة نفّذتها طائرة تابعة للتحالف الدولي، اليوم الأربعاء، قرب مدينة سرمدا بمحافظة إدلب شمال سورية. وأفادت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" بأن الشخصين المستهدفين بالغارة كانا يستقلان دراجة نارية على الطريق الواصل إلى مخيم القلعة شمال غرب المدينة المذكورة، لحظة استهدافهما. ووفق المصادر فإن الشخصين المستهدفين هما، محمد فياض الذيبان، وينحدر من مدينة سراقب في ريف إدلب، ونايف حمود عليوي وينحدر من بلدة العنقاوي بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي. وأوضحت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أن الذيبان كان ينتمي في وقت سابق لتنظيم داعش، أما العنقاوي فهو طالب في الصف الثاني الثانوي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاستهداف أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخر كان في موقع الاستهداف بمحيط مدينة سرمدا قرب الحدود السورية التركية.

وذكر المرصد أنه في 10 يناير/ كانون الثاني، استهدف طيران مسير تابع للتحالف الدولي عنصراً في تنظيم "داعش" يدعى "محمد الجدوع" في بادية الرصافة بريف محافظة الرقة شمال سورية، خلال استقلاله سيارة "دفع رباعي" الأمر الذي أسفر عن مقتله.

وتعليقاً على عملية الاستهداف التي حدثت شمال غرب سورية اليوم، عاد المحلل السياسي الدكتور باسل معراوي إلى بداية الحرب الأميركية على التطرف ليقول لـ"العربي الجديد": "بعد ضربات سبتمبر/ أيلول 2001 التي استهدفت قلب القوة العظمى الوحيدة في العالم، أصبح التطرف الإسلامي السني الجهادي هو العدو الأول للولايات المتحدة، وأصبحت محاربته تحتل أولويات الاستراتيجية الأميركية في العالم، وهو ما أدى إلى غزو أفغانستان والعراق تحت تلك الذريعة". وتابع: "ومن حينها، تستهدف الولايات المتحدة أهدافها في أي مكان بالعالم، وخاصة في الشرق الأوسط الكبير، ضاربة عرض الحائط بأي تبعات قانونية". وفق ما يؤكد معراوي.

وكانت سورية بعد اندلاع الثورة "مكاناً خصباً لتمدد تنظيم داعش، وغيره من الجماعات المتشددة"، كما يوضح معراوي، وجرى تشكيل تحالف دولي له شرعية دولية عبر الأمم المتحدة لمحاربة التنظيم وغيره من التنظيمات.

وأضاف أن "الحرب على تنظيم "داعش" تطلبت من الولايات المتحدة الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الأرضية والحشد الشعبي في العراق كقوة لتطهير الأرض والسيطرة عليها بعد طرد التنظيم منها. وفي مناطق سورية أخرى، كانت تقوم باغتيالات منتظمة لأفراد تجدهم خطرين على أمنها القومي، وغالباً لا تتبنى ذلك. وتمكنت بهذه الطريقة من قتل البغدادي وخليفته القرشي والكثير غيرهما". 

ومضى قائلاً: "بعد القضاء النهائي على تنظيم داعش عام 2019، كان هدفها الخلايا النائمة منه على امتداد الجغرافيا السورية"، وفق ما يوضح معراوي متابعاً: "وهي بالتأكيد تجري تنسيقاً مع القوات التركية التي تبسط نوعاً من النفوذ على مناطق شمال غرب سورية... وقد حدثت أخطاء استخبارية كثيرة أدت لمقتل مدنيين أبرياء نتيجة معلومات غير دقيقة"..

وتعقيباً على عملية الاستهداف التي حدثت اليوم شمال إدلب يقول معراوي: "ما حدث اليوم في سرمدا هو اغتيال رجلين كانا على دراجة نارية، ويعتقد أنهما ينتميان لأحد التنظيمات المحظورة المتطرفة في إدلب، أو من الجناح المتطرف من منتسبي هيئة تحرير الشام، ويحملان مشاريع عابرة للحدود أو يسهمان بتجنيد ذئاب منفردة عبر الإنترنت للعمل داخل الولايات المتحدة". وأضاف معرواي "لا يزال التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة سارياً منذ عام 2014، وليس من المهم جنسية المستهدف سواء كان سورياً أو أجنبياً، بل مدى ما يشكله من خطورة برأي الأميركيين". ويوضح "الرجلان المستهدفان اليوم سوريا الجنسية، وبالتأكيد الرصد والمتابعة الدقيقة تتطلب وجود شبكة قوية من العملاء على الأرض". 

 

إلى ذلك، أفادت صحيفة الوطن السورية، اليوم الأربعاء، أن إدارة الأمن العام ضبطت مستودعات أسلحة وذخائر وصواريخ في منطقة قمحانة بريف حماة الشمالي وسط سورية، خلال عملية أمنية لملاحقة عناصر نظام الأسد المخلوع والمناصرين له ضمن المنطقة.

كما نشرت الوكالة السورية للأنباء "سانا" صوراً تظهر عناصر قوى الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية خلال حملة تمشيط في مشروع دمر في العاصمة دمشق، خلال عملية بحث وملاحقة لعناصر المليشيات المناصرة لنظام الأسد ومصادرة الأسلحة المنتشرة في المنطقة.

وقالت إدارة الأمن العام إن الحملة بدأت لملاحقة "رؤوس الإجرام في نظام الأسد" والعصابات التي سرقت أحد مستودعات الأسلحة المملوكة للدولة السورية في منطقة مشروع دمر بالعاصمة دمشق.

قراءة المقال بالكامل