استيقظت المنطقة في اليوم الخامس من هذا الشهر على قرار هو الأغرب من نوعه من جانب مرشد الثورة الإيرانية علي خامئني.. القرار نقلته قنوات تليفزيونية إيرانية أو موالية لها، ويقضي بتعيين نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، ممثلاً للمرشد في لبنان.
كان نعيم قاسم تولى الأمانة العامة للحزب في أكتوبر من السنة الماضية، بعد أن جرى اغتيال حسن نصر الله، أمين عام الحزب الأسبق، على يد إسرائيل في سبتمبر، وأقول عن نصر الله إنه الأمين العام الأسبق لا السابق، لأن الحزب كان بعد اغتياله قد سمى هاشم صفي الدين أميناً عاماً، ولكن حكومة التطرف في تل أبيب سرعان ما تخلصت منه هو الآخر.
تخلصت منه بعد تسميته بأيام قليلة، فجاء قاسم من بعده، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها الحزب أمناء عامين ثلاثة في فترة لا تتجاوز الشهرين!
وربما لهذا السبب بقي قاسم بعد اختياره بعيداً عن الإعلام وعن الأنظار، بل وصل الأمر إلى حد قيل معه إن الرجل لا يقيم في جنوب لبنان حيث الحزب ومقراته، وإنما يقيم في إيران حيث تتوفر له حماية لن تكون متاحة في الضاحية الجنوبية اللبنانية.
وهو يحاول منذ اختياره أن يقول إن الحزب ماض على نهج نصر الله، ولا يترك مناسبة يظهر فيها على الناس من خلال الإعلام إلا ويتحدث بهذه اللهجة، مع إن الدنيا الآن بالنسبة للحزب تحديداً غير الدنيا، ومع إنه تعرض للضربات التي جعلته في لحظته هذه مختلفاً كل الاختلاف عنه زمان، من حيث أدواته الممكنة في يده، ومن حيث مساحة الحركة المفتوحة أمامه.
