قطر الخيرية تفتتح "مدينة الأمل" في صوران بمحافظة حلب شمالي سورية

منذ ٢ شهور ٣٧

افتتحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية مريم المسند، اليوم الأربعاء، "مدينة الأمل" في بلدة صوران بمحافظة حلب شمالي سورية، بحضور نائب وزير الداخلية التركي منير كارال أوغلو ومسؤولين من جمعية قطر الخيرية وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية. وتُعَدّ مدينة الأمل التي أُنشئت في الشمال السوري، بالتعاون ما بين قطر الخيرية وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، مشروعاً نوعياً كبيراً في مجال إيواء المتضرّرين من الأزمات وتوفير بيئة سكنية كريمة للأسر النازحة.

وتضمّ مدينة الأمل التي أُنشئت استناداً إلى تبرّعات مواطنين قطريين 1400 منزل مجهّز لاستيعاب أكثر من 8800 شخص، إلى جانب المرافق الخدمية الأساسية مثل المدارس والأسواق ومركز صحي ومسجد، لتشكّل المدينة "نقلة نوعية" في حياة مئات العائلات التي تركت خيام النزوح لتسكن في بيوت تحفظ كرامتهم وتوفّر لهم الأمان. وتفيد قطر الخيرية بأنّ هذا المشروع أبصر النور بفضل دعم من الشعب القطري، الذي نجح في توفير مأوى آمن للأسر المتضرّرة، الأمر الذي يساهم في تخفيف معاناتهم وتحقيق استقرارهم بعيداً عن المخيمات.

وانطلقت عملية إسكان الأسر النازحة القاطنة في مخيمات الشمال السوري في مدينة الأمل، في خطوة لتوفير المأوى الآمن والكريم للأسر النازحة الأشدّ ضعفاً التي عانت من ظروف الخيام القاسية لسنوات طويلة. وسوف تستمرّ عمليات الانتقال إلى مدينة الأمل على مراحل، على مدى أيام، من أجل ضمان انتقال سلس ومنظّم للعائلات إلى منازلها الجديدة للتخفيف من معانات أفرادها وتوفير بيئة وحياة مستقرتَين وكريمتَين لهم.

وفي حفل افتتاح مشروع الإسكان في بلدة صوران، قالت الوزيرة المسند إنّ "لمن دواعي سرورنا أن نكون اليوم مع أهلنا في سورية لنشهد افتتاح مدينة الأمل، وهو ما يعكس روح العطاء والتضامن التي لطالما ميّزت العلاقات الأخوية بين قطر وسورية". أضافت: "لقد كانت دولة قطر بقيادة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وما زالت سبّاقة في الوقوف إلى جانب الأشقاء السوريين"، مشدّدةً على أنّ "مدينة الأمل ليست مجرّد مشروع عمراني، بل هي رمز للأمل ولإعادة بناء حياة كريمة لمجتمعات تضرّرت بشدّة".

في الإطار نفسه، قال الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية يوسف الكواري: "يشرّفني اليوم أن أقف بينكم لنشهد افتتاح مدينة الأمل السكنية في شمال سورية، في بلدة صوران بمحافظة حلب، التي جاءت هدية ثمينة من أهل الخير والعطاء في قطر الحبيبة لإخوانهم النازحين السوريين الذين أنهكتهم الحرب وقست عليهم الظروف".

من جهته، أشار نائب وزير الداخلية التركي، منير كارال أوغلو، إلى أنّ "821 ألفاً و500 من إخواننا السوريين الذي قضوا جزءاً من حياتهم في تركيا" عادوا، و"نأمل أن تستمرّ أخوّتنا وعلاقتنا مع جيراننا السوريين"، مضيفاً "نتوجّه بالشكر لقطر الخيرية ولكلّ العاملين بهيئة الإغاثة الإنسانية ولكلّ من ساهم من المؤسسات العاملة والأفراد لإنجاح هذا المشروع". كذلك أثنى الأمين العام لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية دورموش إيدن على الشراكة الطويلة مع قطر الخيرية، وقال إنّ "من خلال المشاريع التي نفّذناها معاً كنّا مصدر أمل للمحتاجين ولامسنا حياتهم واتّخذنا خطوات مهمّة لإيجاد حلول مستدامة تمكّن الشعب السوري من العيش بكرامة"، مشدّداً على أنّ "مدينة الأمل ليست مجرّد مشروع إسكان، بل إعادة بناء للحياة الكريمة".

وعبّر مستفيدون من "مدينة الأمل" عن سعادتهم الغامرة بتسلّم بيوتهم بعدما عانوا طويلاً لسنوات في المخيمات. أم حسن واحدة من هؤلاء، قالت: "الحمد لله. اليوم أكرمنا الله بعد عشر سنوات من الصبر. عشنا في ظروف صعبة؛ فالأمطار هطلت أمس وغمرت مياهها المطبخ وأتلفت بعض الأغراض. أمّا اليوم، فقد انتقلنا إلى المدينة السكنية واستقررنا في منازلنا الجديدة، الأمر الذي أدخل الفرح إلى قلوبنا"، وشكرت "أهل الخير في قطر وقطر الخيرية". بدوره، أكد أبو غسّان "عانينا كثيراً على مدى عشر سنوات، من برد ومطر وصعوبات". وتابع: "كان حلمنا الكبير أن نمتلك بيتاً يحمي عائلتنا بكرامة وأمان، والحمد لله تحقق هذا الحلم اليوم".

قراءة المقال بالكامل