سحبت قناة فرنسية وثائقياً حول استخدام قوات الاحتلال الفرنسي للغازات السامة والأسلحة الكيميائية أثناء حرب التحرير الجزائرية، بعد أن كان مبرمجاً للبث، بسبب ما يعتقد أنه ضغوط سياسية في خضم أزمة ديبلوماسية حادة بين الجزائر وباريس حول ملفات تاريخية وقضايا سياسية.
وكشفت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، الأربعاء، أن إدارة قناة فرانس 5، قررت سحب وثائقي بعنوان "الجزائر.. فصيلة الأسلحة الخاصة" الذي كان مقرراً بثه في 16 مارس/ آذار الحالي، مبررة ذلك بمتغيرات تخص مواكبة الأحداث، حيث سيعرض بدلاً من ذلك برنامج حول الحرب الأوكرانية. واكتفت القناة ببث الوثائقي وإتاحته للعموم على موقعها الإلكتروني حصراً.
وكان التلفزيون السويسري قد بث الاثنين الماضي الوثائقي الذي أخرجته كلير بييه، ويكشف حقائق مروعة عن استخدام فرنسا للأسلحة الكيميائية خلال الثورة الجزائرية، واستعمالها في قرابة 10 آلاف عملية لملاحقة الثوار خاصةً في الكهوف والمغارات التي كانوا يلجؤون إليها مع المدنيين العزل هرباً من قصف الطائرات الفرنسية.
ويعرض الوثائقي على مدار 52 دقيقة شهادات وأرشيفا شخصيا لعدد من الجنود الفرنسيين الذين شاركوا في عمليات ضد ثوار الجزائر، وكذلك شهادات لمدنيين وثوار جزائريين عايشوا أو كانوا ضحايا لعمليات قصف بالغاز والأسلحة الكيمائية، ويستند العمل بشكل خاصة إلى وثائق عسكرية وسرية وعمل بحثي قام به المؤرخ كريستوف لافاي.
ومن المرجح أن يكون قرار القناة عدم عرض الوثائقي مرتبطاً بالأزمة الحادة التي تشهدها العلاقات بين الجزائر وفرنسا منذ فترة، في ظل خوف فرنسي من أن يؤدي بث هذا العمل إلى مزيد من المطالب الجزائرية لباريس بضرورة الإقرار بجرائمها خلال حقبة الاستعمار.
