لا حاجة لـ "المسحراتي".. طبول الحرب توقظ غزة

منذ ١ أسبوع ٢٤

حالة من القلق والترقب تسيطر على المواطنين في قطاع غزة، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد مهلة العشرة أيام، وتهديدات تحالف (ترامب - نتنياهو) بجحيم الحرب، وسط مخاوف من عودة المجاعة في الشهر الفضيل، مع استمرار إغلاق معابر غزة، ومنع إدخال المساعدات الإغاثية للسكان.
طغى قرع طبول الحرب على طبلة المسحراتي، الذي ظهر على استحياء في شوارع غزة، وفقط بصيص من الأمل، يمكن أن يربط على قلوب الغزيين، وسط أمنيات بحل أزمة مفاوضات المرحلة الثانية وتمديد التهدئة الحالية، وصولاً إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وحتى يتسنى ذلك، سيبقى المشهد على حاله، قلق وتوجس من عودة ثنائية الحرب والمجاعة.
ويعيش نازحو غزة الذين عادوا إلى منازلهم ظروفاً صعبة، ألقت بظلال قاتمة على وقع تهديدات إسرائيلية وأمريكية أخذت تتصاعد، ما أثار الهلع في نفوسهم من عودة مشاهد الحرب التي لم تفارق مخيلتهم بعد، ولعل الخطوة الأخطر من وجهة نظرهم، تمثلت في إغلاق المعابر، ووقف دخول المساعدات.
وفق المواطن أحمد عوض الله، فالتهديدات التي يسمعها تؤشر بوضوح على أن كيان الاحتلال عازم على العودة إلى الحرب، حتى لو استعاد كافة المحتجزين، مرجحاً أن تكون الأوضاع في غزة أسوأ من الـ15 شهراً التي دارت خلالها الحرب، مشدداً: "كل هذه الضغوط تهدف إلى دفعنا إلى الرحيل عن غزة، لكننا لن نستجيب لهذه التهديدات، وباقون في أرضنا".
ويوالي: "عشنا خلال الحرب مجاعة قاسية، ومع تسارع وتيرة التهديدات بعودة الحرب، طلبت من زوجتي ترشيد استهلاك المعلبات وما تبقى لدينا من مواد تموينية" منوهاً إلى اختفاء غالبية السلع الأساسية من أسواق قطاع غزة رغم غلاء أسعارها، وهو ما يؤشر على حرص المواطنين على عدم الوقوع في شرك المجاعة مرة أخرى.
وبدأ تسخين الأوضاع في غزة يظهر جلياً من خلال تكثيف تحليق الطائرات الحربية، وشن بعض الغارات المتقطعة، التي استهدفت بعض التجمعات وأوقعت شهداء، في خطوة يرى فيها المواطنون تمهيداً لما هو أشد وأخطر.
"يبدو أن الاحتلال يخطط بالفعل للعودة إلى الحرب، وعلى الوسطاء إرغامه على الالتزام بالتفاهمات المبرمة في اتفاق وقف إطلاق النار، ونخشى أن نضطر للنزوح مرة أخرى، سئمنا الحرب وحياة الخيام، ولا نرغب في مغادرة منازلنا ولو كانت ركاماً".. هكذا عبّر المواطن عبد الظاهر مقداد من غزة عن مخاوفه، مبيناً أن سكان قطاع غزة دخلوا مرحلة حرق الأعصاب، بعدما أرعبتهم التهديدات المتكررة والمتوالية بشأن عودة جحيم الحرب.
وأضاف: "الأوضاع متوترة في قطاع غزة، وهناك مخاوف كبيرة من مجاعة جديدة في ظل تنصل الكيان من اتفاق الهدنة، وعدم التوافق على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الكل يشعر بالقلق ويتابع الأخبار بشيء من الخوف والريبة، ونخشى عودة المجازر والنزوح".
ورغم أن بيته ظل قائماً ولم يتضرر خلال الحرب، إلا أن مقداد لم يعد إليه، مفضلاً الانتظار إلى ما بعد المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، ولأنه يخشى "نقض العهد" وربما قصف منزله فوق رؤوس أفراد عائلته، وفق قوله.
واستناداً إلى النخب السياسية والكثير من المراقبين، فقد وضعت دولة الكيان شروطاً تعجيزية، ولا يمكن القبول بها لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية، وتبدي رغبة جامحة في نسف اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف الحرب، للحفاظ على الائتلاف "الهش" الحاكم في إسرائيل ومنع انهياره، وعليه ففرص العودة إلى القتال آخذة في الارتفاع.

قراءة المقال بالكامل