لبنان: مناشدات لكشف ملابسات جريمة قتل نائب مطران الأرمن الأرثوذكس

منذ ٢ شهور ٢٤

أثارت جريمة قتل نائب مطران (كاثوليكوس) الأرمن الأرثوذكس في لبنان وراعي أبرشية البقاع (شرق) الأرشمندريت أنانيا كوجانيان، البالغ من العمر 40 عاماً، استياءً رسمياً وشعبياً في البلاد. وقد عُثر، يوم أمس السبت، على جثّته في منزله ببلدة بصاليم في محافظة جبل لبنان، علماً أنّ الأجهزة الأمنية حضرت إلى المكان فوراً وباشرت التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة ودوافعها.

🙏May God rest his soul in peace🙏

🙏Յիշատակն արդարոց օրհնութեամբ եղիցի…🙏 pic.twitter.com/gAByE1vil6

— Armenian Church (@holyseeofcilici) February 1, 2025

وتعدّدت الروايات المتداولة بشأن الساعات التي سبقت هذه الجريمة المسجّلة في لبنان أخيراً، فقد قيل إنّ الاتصال فُقد بكوجانيان المكلّف بإدارة شؤون الأرمن في مدينتَي زحلة وعنجر شرقي البلاد أوّل من أمس الجمعة بعد مغادرته بلدة برج حمود (شرقي بيروت) حيث كان يزور والده واتّجاهِه إلى منزله في بلدة بصاليم لتفقّد ورشة طلاء فيه، في حين أشار آخرون إلى أنّ كوجانيان كان في طريقه من محافظة البقاع (شرق) إلى قضاء المتن الشمالي في محافظة جبل لبنان (وسط) للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ134 للتحالف الثوري الأرمني، عندما أخبر أحدَ أقاربه في اتصال هاتفي أنّه سوف يمرّ على منزله في بصاليم حيث سيلاقيه عامل للكشف على باب يحتاج طلاءً وصيانةً، ومن ثمّ فُقد الاتصال به. وبحسب المعلومات المتوفّرة، فقد قُتل كوجانيان بطعنات عدّة بآلة حادة أثناء عملية سرقة لم تُحدَّد تفاصيلها بعد، علماً أنّ سيارته سُرقت وفرّ الجاني إلى جهة مجهولة.

وأفادت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" بأنّ "الأجهزة الأمنية المعنيّة تتابع التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة وتحديد هوية الفاعل الذي ما زال متوارياً عن الأنظار بعد أن سرق سيارة أنانيا كوجانيان". أضافت أنّه "وفقاً للمعطيات الأولية ورواية شهود العيان، لم تكن في منزل المغدور أيّ ورشة دهان، بل كان يتحدّث إلى أحد الأشخاص لتلزيمه ورشة طلاء، لكنّ المعلومات تحتاج إلى المتابعة والتدقيق"، مشيراً إلى أنّه "لا يمكن حسم الأمور ومعرفة حقيقة ما حصل ودوافع الجريمة قبل الانتهاء من التحقيقات الكاملة". أضافت المصادر الأمنية نفسها أنّ "الجاني ما زال مجهول الهوية حتى الساعة، غير أنّ مواجهات محدودة وقعت في برج حمود بين الأهالي وعدد من اللاجئين السوريين، بعد انتشار أخبار بأنّ الفاعل من التابعية السورية"، وتابعت أنّ "الأوضاع الأمنية ضُبطت وشُدِّدَ على عدم استباق نتائج التحقيقات".

في الإطار نفسه، قال رئيس بلدية بصاليم جورج سمعان لـ"العربي الجديد" إنّ "جريمة قتل أنانيا كوجانيان في عهدة الأجهزة الأمنية والأدلة الجنائية، لكشف هوية القاتل والتأكد من أنّ الدافع هو السرقة، وفقاً لما وردنا". وأشار إلى أنّ كوجانيان "كان يقيم في شقّة ضمن مجمّع سكني، غير أنّ الجيران لم يلحظوا أيّ شيء خارج عن المعتاد، إلّا الناطورُ الذي شاهد أحداً قادماً إلى منزله فقط". أضاف سمعان أنّه "بعد فقدان الاتصال بكوجانيان، خُلع باب شقته ليُعثَر عليه قتيلاً. أمّا الجاني فقد سرق سيارته وهرب، قبل أن يُعثَر عليها أمس السبت في عكّار (شمال)"، لافتاً إلى أنّ الجاني "بحسب ما يبدو، فرّ إلى سورية". وإذ دان سمعان الجريمة المروّعة، أبدى أسفه إزاء "تنامي معدّل الجريمة في منطقة (قضاء) المتن الشمالي، حيث وقعت نحو خمس جرائم في الأسابيع الأخيرة، خسرنا فيها خيرة الشباب والمواطنين"، دعا إلى "التحلّي بالوعي ومعاقبة المجرمين، بغضّ النظر عن جنسيّتهم وهويّتهم".

بيان إدانة وشجب وتعزية

ببالغ الحزن والأسى، تلقى التحالف المسيحي نبأ الجريمة البشعة التي أودت بحياة المأسوف على شبابه نيافة الأرشمندريت أنانيا كوجانيان، نائب مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان والمكلف بإدارة شؤون الطائفة في زحلة وعنجر. إن هذا العمل الوحشي الذي استهدف رجل دين كان… pic.twitter.com/RAOh6RRKmN

— Ano Abdoka ܐܢܘ 𒀭آنو (@AnoAbdoka) February 2, 2025

بدوره، استنكر الأستاذ الجامعي أنترانيك داكسيان "الحادثة الأليمة" التي وقع ضحيتها نائب مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان وراعي أبرشية الأرمن الأرثوذكس في البقاع (شرق) الأرشمندريت أنانيا كوجانيان. وقال لـ"العربي الجديد": "نشجب كلّ حادثة اغتيال في لبنان يتعرّض لها أيّ شخص، ونؤكّد ضرورة استتباب الأمن والاستقرار في البلاد".

وكانت مطرانية الأرمن الأرثوذكس في لبنان قد نعت الأرشمندريت كوجانيان ووصفت الحادثة بـ"المؤلمة" وبأنّها "اعتداء مميت"، وطالبت الأجهزة الأمنية بـ"اتّخاذ الإجراءات اللازمة والصارمة لإلقاء القبض على الفاعلين فوراً وإنزال أشدّ العقوبات بحقهم ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات".

نستنكر بشدّة جريمة قتل الأرشمندريت أنانيا كوجانيان، يوم أمس، بأبشع أنواع التعذيب فالقتل، هذا الأب المحبّ والنشيط.
ونشدّد على ضرورة ضبط النفس وعدم الإنجرار إلى الفتن بسبب عمل فردي، واثقين بالأجهزة الأمنية لإيجاد الفاعل وملاحقته وإنزال أشدّ العقوبات على المجرمين.#أنانيا_كوجانيان pic.twitter.com/Zj4RXw6tQv

— Hagop Pakradounian (@hagopakradouni) February 1, 2025

وفي حين توالت المواقف الرسمية التي تدين جريمة قتل كوجانيان الذي وُصف بأنّه "الأب المحب والنشيط والمعطاء، الذي تعرّض لأبشع أنواع التعذيب"، صدرت دعوات إمّا تشدّد على ضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتن بسبب عمل فردي، وإمّا تطالب بترحيل اللاجئين السوريين من لبنان إذ إنّ مرتكب الجريمة قد يكون من التابعية السورية، بحسب بعض ممّا يجري تداوله.

تضاف جريمة قتل الأرشمندريت #أنانيا_كوجانيان في منطقة #بصاليم اليوم إلى سجلٍ آخذٍ بالاتّساع من الفوضى الأمنية.#لبنان بات رهينة #التفلّت_الأمني، حيث تتنقل الجريمة بحريّة بين المناطق، وسط غياب الردع الفعلي وانتشار منطق الإفلات من العقاب.

المطلوب تحرّكٌ حاسم وكشف خيوط الجريمة… pic.twitter.com/pnc6M1Xru2

— بولا يعقوبيان (@PaulaYacoubian) February 1, 2025

قراءة المقال بالكامل