لبنان يطلب من فرنسا الضغط لإطلاق الأسرى اللبنانيين لدى اسرائيل

منذ ٢ شهور ٢٢

طلب الرئيس اللبناني جوزاف عون من الجانب الفرنسي الضغط من أجل تنفيذ اتفاق إطلاق الأسرى اللبنانيين ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير/ شباط الجاري. وأسرت إسرائيل 7 عناصر من حزب الله خلال الحرب على لبنان التي استمرت من 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حتى دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك بحسب ما أكد مصدر في الحزب لـ"العربي الجديد".

وعرض عون الأوضاع في الجنوب خلال استقباله قبل ظهر اليوم الأربعاء في قصر بعبدا الجمهوري السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، في حضور الملحق العسكري الفرنسي في بيروت الكولونيل برونو كونستانتان. وخلال اللقاء، طلب الرئيس اللبناني من السفير ماغرو "دعم بلاده لموقف لبنان الداعي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، والضغط عليها لوقف انتهاكاتها لاتفاق 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ولا سيما لجهة استمرارها في تدمير المباني ودور العبادة في القرى الجنوبية الموازية للحدود".

تمسّك فرنسي بانسحاب إسرائيلي كامل من لبنان

وقال مصدر في قصر بعبدا لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرئيس عون وضع الجانب الفرنسي في إطار الخروقات الإسرائيلية والاعتداءات المتكررة اليومية على المدنيين والمواطنين العائدين إلى قراهم، كما على العسكريين والمسعفين، معتبراً أنّ على اللجنة وضع حدّ لهذه الانتهاكات والمماطلة الاسرائيلية، والضغط من أجل وقفها.. لبنان ملتزم بالكامل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، والجيش اللبناني على جهوزية تامة للانتشار في الجنوب".

وأشار المصدر إلى أن "لبنان يرفض رفضاً تاماً أي تمديد جديد للمهلة، فالعدو يجب أن ينسحب من كامل الأراضي اللبنانية بحلول 18 فبراير، لينتشر الجيش اللبناني تبعاً للاتفاق، ويؤمّن العودة السليمة للسكان، ويبدأ بعد ذلك مسار إعادة الإعمار"، لافتاً إلى أنّ "الرئيس اللبناني سمع من الجانب الفرنسي كلاماً إيجابياً حول تمسّك فرنسا بضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، لكونه بمثابة طريق أساسي للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة، على أن يتولى الجيش اللبناني مهامه بتعزيز انتشاره جنوباً وضبط الحدود".

وأضاف المصدر: "كما أكد الجانب الفرنسي دعم باريس المستمر للمؤسسة العسكرية في لبنان وتعزيز قدرات الجيش اللبناني حتى يقوم بواجبه، ويعمل على بسط سلطته، مكرراً وقوف فرنسا إلى جانب لبنان في إعادة الإعمار، الأمر الذي يحتم في الوقت نفسه اكتمال عقد المؤسسات في لبنان وتشكيل حكومة جديدة".

ما حقيقة زيارة المبعوثة الأميركية إلى لبنان؟

على صعيد متصل، ومع انتشار أخبار إعلامية في الأيام الماضية بزيارة مرتقبة للمبعوثة الأميركية للبنان مورغان أورتاغوس يوم غدٍ الخميس إلى بيروت، ومن ثم الإشارة اليوم إلى تأجيل الجولة، قالت أوساط رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "كل الأخبار اقتصرت على الإعلام، ولم يُحدَّد أي موعد رسمي بعد مع الموفدة الأميركية، خليفة الوسيط عاموس هوكشتاين"، مؤكدةً أنه "من المرتقب أن تزور لبنان قريباً، خصوصاً للاطلاع على مجريات اتفاق وقف إطلاق النار وترتيباته". 

إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي في السفارة الأميركية في بيروت لـ"العربي الجديد": "نحن لم نُعلن أي موعد بشأن زيارة لمورغان أورتاغوس إلى لبنان، وأي إعلان يصدر عنّا رسمياً، ونكرّر أن أميركا تتابع الوضع في لبنان، وهي على تواصل مستمر مع المسؤولين اللبنانيين بهدف حماية قرار وقف إطلاق النار وتثبيته مستقبلاً".

ويواصل جيش الاحتلال اعتداءاته على المدنيين والقرى الحدودية جنوبي لبنان، مستكملاً في ساعات المساء عمليات التفجير والنسف والتجريف، بحيث أقدم على تفجير عددٍ من المنازل في بلدتي عيترون ويارون الحدوديتين، وتمت تسويتها بالأرض. وفي المقابل، انتشر الجيش اللبناني أمس الثلاثاء في بلدة الطيبة جنوبي لبنان بعدما كانت تبلغت البلدية منه يوم الاثنين الخطوة، وذلك مع انسحاب جيش الاحتلال منها، علماً أنّ أكثر من 13 بلدة وقرية حدودية لا تزال محتلة وسط ترقب الانسحاب الكامل منها بحلول يوم 18 فبراير.

وتجاوزت خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار عتبة 1300 خرقٍ وطاولت إلى جانب القرى الحدودية، مدينة النبطية، جنوباً، وجنتا بقاعا، فيما أسفرت الاعتداءات منذ انقضاء مهلة الستين يوماً التي نصّ عليها الاتفاق، في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، عن استشهاد 28 شخصاً وجرح أكثر من 214، بينهم عسكريون ومسعفون، ونساء وأطفالٌ، في رصد لتقارير وزارة الصحة اللبنانية.

وتقدّم لبنان أمس بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي "رداً على خرق إسرائيل للقرار 1701 ولإعلان وقف الأعمال العدائية وتجاهلها التام لالتزاماتها ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ القرار 1701". وفنّدت الشكوى انتهاكات إسرائيل المستمرة لإعلان وقف الأعمال العدائية منذ دخوله حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، ومواصلة اعتداءاتها البرية والجوية وتدميرها المنازل والأحياء السكنية، بالإضافة إلى ارتكابها انتهاكات جسيمة تمثّلت في عمليات خطف لمواطنين لبنانيين من بينهم عسكريون في الجيش اللبناني، والاعتداء على مدنيين عائدين إلى قراهم الحدودية.

كما أشارت الشكوى إلى استهداف إسرائيل دوريات للجيش اللبناني ومراسلين صحافيين، إضافة إلى إزالتها خمس علامات محددة على خط الانسحاب (الخط الأزرق)، في انتهاك واضح للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية، مؤكدة رفض لبنان هذه الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية الممنهجة، ورفضه كذلك إزالة إسرائيل علامات خط الانسحاب وأي محاولة من قبلها لإعادة وضع هذه العلامات بشكل أحادي.

وأطلع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أمس الثلاثاء، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على آخر الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701 واتباع إسرائيل لسياسة التدمير الممنهج للقرى الحدودية وتحويلها إلى أرض محروقة، ناهيك عن الإمعان بعدم تنفيذ الاتفاق وتعطيل عمل اللجنة الخماسية. وأكد بري لرئيس وزراء قطر أنه سوف يزوّده بتوثيق مفصَّل عن كل الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية اليومية لبنود الاتفاق.

قراءة المقال بالكامل