نفت الرئاسة اللبنانية، صحة معلومات تناقلتها وسائل إعلامية مساء الأحد بأنّ الاحتلال الإسرائيلي أبلغ لبنان بأنه سيبقى في خمس نقاط حدودية لمدة 15 يوماً، مؤكدة أنّ الرئيس اللبناني جوزاف عون أبلغ لجنة مراقبة وقف إطلاق النار برفضه لذلك. وأضافت الرئاسة اللبنانية، في بيان، أنّ عون لا يزال يتابع اتصالاته الداخلية والخارجية مع الجهات المعنية باتفاق وقف النار في سبيل استكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من القرى الجنوبية المحتلة.
في موازاة ذلك، دانت وزارة الخارجية اللبنانية، بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية المتعمدة التي طاولت المدنيين اللبنانيين الراغبين بالعودة إلى قراهم المحتلة وفقاً للمهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان التزاماً كاملاً، مؤكدة، في بيان لها، تهرب الطرف الآخر المعني أيضاً بتنفيذ الاتفاق من الوفاء بتعهداته لا سيما لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.
ودعت الخارجية اللبنانية الدول الراعية للاتفاق وكافة الأطراف الدولية المعنية بالاستقرار والهدوء في جنوب لبنان إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين والضغط لالتزام إسرائيل بتعهداتها المنصوص عنها في الاتفاق والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، لكي تتمكن القوات المسلحة اللبنانية من استكمال بسط سلطتها على الأراضي اللبنانية الجنوبية وفقاً لمندرجات قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية باستشهاد 22 مواطناً وإصابة العشرات بعد محاولة عدد من سكان بلدات في جنوب لبنان العودة إلى منازلهم مع انتهاء مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد. وتجمع أهالي عدد من البلدات، منها ميس الجبل وحولا والطيبة وعيتا الشعب، وحاولوا الوصول إلى بلداتهم رغم حواجز الجيش اللبناني.
وانتهت مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان اليوم الأحد بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، لكن إسرائيل قررت إبقاء قواتها في المنطقة محذرة سكان الجنوب من العودة إلى منازلهم. وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، تحذيراً لسكان جنوب لبنان يمنعهم من الانتقال إلى القرى الجنوبية ومحيطها "حتى إشعار آخر".
في المقابل، أكد الجيش اللبناني، في بيان، الأحد، أنه "يواصل مواكبة الأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية والوقوف إلى جانبهم في مواجهة العدو الإسرائيلي، انطلاقاً من واجبه الوطني، وذلك في ظل إصرار العدو على استهداف العسكريين والأهالي موقعاً عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى، ورفضه السافر للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب من الأراضي اللبنانية". وأضاف: "في موازاة ذلك، يستكمل الجيش الدخول إلى عدة بلدات جنوبية والانتشار فيها، ويدعو المواطنين إلى الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية، ويؤكد أنه يتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار".
من جهته، دعا حزب الله اللبناني، الأحد، المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى تحمل المسؤولية أمام انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان. وحثّ حزب الله جميع اللبنانيين على "الوقوف صفاً واحداً مع أهلهم في الجنوب لنجدّد معاً معاني التضامن الوطني ولنبني سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار". وشدد حزب الله في بيان صدر مساء الأحد، على أنّ "معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان من غدر الأعداء ليست حبراً على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يومياً ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم".
